“أماديوس تريو” تستضيف البيانو والهورن في الأوبرا
حضرت الموسيقا الكلاسيكية والمعاصرة في أمسية أماديوس تريو لموسيقا الحجرة التي قدمتها على مسرح دراما الأوبرا باستضافة البيانو والهورن ومشاركة الآلات الثلاث الأساسية بالفرقة ذات اللحن البراق الفلوت-طارق حاتم والكلارينيت جول شاهين والباصون طوني الأمير، وحفلت بتنوع الأنماط الموسيقية بالقوالب والحركات من خلال المقطوعتين الأساسيتين ضمن مسار الفرقة في التعرف إلى خصائص الآلات النفخية الثلاث بتناغم بين الأبعاد الصوتية، لاسيما بين الكلارينيت والفلوت، وأعطى صوت الباصون الرخيم بعداً ثانياً فبدت أشبه بحوارية ثلاثية رائعة.
بدأت الفرقة الأساسية – الآلات الثلاث- بمقطوعة موتسارت ديفيرتيمينتو مصنف رقم 439b، بحركة حيوية بالأنغام البراقة ثم الحركة البطيئة، إلا أن جماليتها تصاعدت في “ميونيت رقصة ثلاثية” بتصاعد الألحان بحيوية ورشاقة متناغمة، تبعتها الحركة البطيئة ثم حركة معتدلة السرعة بالجمل الصغيرة المتلاحقة.
وتغيّر النمط اللحني بمقطوعة جورج أوربك للنفخيات الخشبية، كونه كتب الكثير لموسيقا عروض الباليه والموسيقا السينمائية، فتخللتها الأبعاد الدرامية وخاصة في الحركة الأولى –حركة حيوية منضبطة- إذ عزفها الثلاثي بإحكام مطبق على حركة الآلات وبترتيب الجمل اللحنية المنسق والمتتابع والسريع، ثم الانتقال إلى الحركة الرومانسية لتجمع الحركة الختامية بين الرومانسية والحيوية.
كان لتشكيل الخماسي الفلوت والكلارينيت والباصون مع الهورن- فؤاد شلغين- والبيانو -راما نصري- أهميته بعزف مقطوعة المؤلف الروسي ريمسكي كورساكوف الرومانسية- خماسي بسلم سي بيمول ماجور- الذي كتب عدة أوبرات واتصفت أعماله بالدراماتيكية اللحنية، فمنذ الحركة الأولى -حركة حيوية ونشيطة- شكّل البيانو الخط المرافق الأساسي وبالفواصل مع توليفة الآلات، ثم الحركة معتدلة البطء لتختتم بقالب الروندو والحركة الحيوية.
على هامش الأمسية تحدث عازف الهورن فؤاد شلغين لـ”البعث” عن أهمية مشاركة الموسيقي المحترف بموسيقا الحجرة، لأنها صعبة جداً وتتطلب تمكن العازف من الآلة واكتساب مهارات العزف الجماعي، وكذلك عمل ريمسكي الخماسي الذي شارك به، والذي كتبه ريمسكي لدخول مسابقة، إذ وضع بهذا العمل طاقة موسيقية كبيرة سواء على صعيد الكتابة لآلات منفردة مع البيانو أو على صعيد الثنائيات هورن وبيانو، وهورن وباصون، إضافة إلى الثلاثيات الفلوت والكلارينيت والهورن أو باصون كلارينيت فلوت، وعلى صعيد الرباعي والخماسي ككل.
أيضاً على صعيد الحركات، فالحركة الأولى جاءت بنمط كلاسيكي يشبه قالب موسيقا بيتهوفن، ثم الرومانسية والروند بتكرار اللحن الدائري، فأبرز العمل قدرته على التأليف الموسيقي. ونوّهت راما نصري عازفة البيانو إلى خصائص موسيقا الحجرة فكل آلة فيها هي صولو تختلف عن مشاركتها مع الأوركسترا أو الكورال.
وكما ذكر مؤسس فرقة أماديوس تريو، التي تأسست عام 2018، عازف الفلوت طارق حاتم، فإنه في كل أمسية نعرّف الجمهور على أعمال كُتبت لموسيقا الحجرة لهذه الآلات.
ملده شويكاني