المنعطف الأخير من سباق الرئاسة.. ترامب وبايدن يحشدان أنصارهما
أعلنت سلطات ولاية بنسلفانيا الرسمية عن فقدان بضعة آلاف من بطاقات الانتخاب المبكر في مقاطعة بتلر في الشمال الغربي من الولاية بالتزامن مع انتهاء موعد التصويت الرسمي للغائبين، وأوضحت أن نحو 40 ألف ناخب طلبوا تسلم بطاقاتهم الانتخابية بالبريد العادي وتم التيقن من تسلّم السلطات نحو 24% من البطاقات. وتجري إجراءات التحقيق في البطاقات المفقودة، فيما كشفت تقارير كواليس رحلتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، قبل 4 أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأشارت شبكة “سي. إن. إن” الأمريكية إلى أن جدولي ترامب وبايدن، مزدحمان بصورة كبيرة في الأيام القليلة المقبلة، وأضافت: إن المتنافسين على منصب الرئاسة الأمريكية، يسعون وراء الحصول على دعم الولايات المتأرجحة، أو كما يطلق عليها الولايات الحاسمة.
وسيركز ترامب وبايدن نشاطهما في الولايات الحاسمة في الغرب الأوسط الأمريكي، حيث تفشت جائحة كورونا مرة أخرى. وسيعقد ترامب تجمعات انتخابية في ميتشيغان وويسكونسن ومينيسوتا، بينما يعتزم بايدن أن يخوض اليوم الأكثر ازدحاماً في حملته حتى الآن، حيث سيعقد تجمعات انتخابية في ولايات ويسكونسون ومينيسوتا وأيوا.
وكانت ميتشيغان وويسكونسن اثنتين من ثلاث ولايات صناعية تصوت عادة للديمقراطيين، إلى جانب ولاية بنسلفانيا، صوتت بفارق ضئيل لصالح الجمهوري ترامب في عام 2016، مما منحه فوزاً مفاجئاً.
وتعد فلوريدا أكبر ولاية متأرجحة في الانتخابات الرئاسية، وقد اكتسبت خلال العقود الماضية موقعاً خاصاً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تحدد نتيجتها في الأغلب من سيكون رئيساً للولايات المتحدة.
وقد حشد ترامب وبايدن أنصارهما في الولاية الحاسمة، حيث عرضا نهجهما المختلف في معالجة جائحة فيروس كورونا قبل بضعة أيام من الانتخابات.
واحتشد الآلاف -وكثيرون منهم دون كمامات- في لقاء جماهيري في الهواء الطلق في تامبا، واستمعوا إلى ترامب وهو يسخر من منافسه النائب السابق للرئيس، وقال ترامب: “هل تتخيلون الخسارة أمام هذا الرجل؟ هل تتخيلون؟”، مضيفا أنه واثق من الفوز بولاية ثانية، وأشار إلى أنه إذا لم يفز في ولاية فلوريدا، فسيخسر الانتخابات ويغادر سريعاً، واصفاً منافسه بايدن بالسياسي الفاسد الذي يستخدم الأخبار الكاذبة لمصلحته.
وأضاف ترامب: إن بايدن يريد أن يسمح بتدفق المهاجرين و”المتطرفين” من أخطر الأماكن في العالم، وإن الولايات المتحدة ستشهد هجماتٍ كتلك التي وقعت في فرنسا.
أما بايدن فعقد لقاء مفتوحاً في نفس الوقت في برووارد كاونتي شمالي ميامي، وظل المشاركون فيه في سياراتهم تجنبا لاحتمال انتشار عدوى كوفيد-19.
وقال بايدن: “دونالد ترامب استسلم” في معركة كوفيد-19، كما وجه له انتقادات لدفعه ضرائب اتحادية قليلة للغاية.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت الشهر الماضي أن ترامب دفع 750 دولارا فقط ضرائب اتحادية في عامي 2016 و2017، ولم يدفع أي ضرائب دخل في 10 من بين الـ15 عاما السابقة.
ويبلغ عدد الأصوات المخصصة لفلوريدا في المجمع الانتخابي 29 صوتا، وتكتسي أهمية كبرى في الانتخابات التي ستُجرى يوم الثلاثاء المقبل.
وقد كان تأييد فلوريدا لترامب في عام 2016 حاسما في فوزه المفاجئ بالانتخابات.
وتظهر استطلاعات الرأي أن بايدن متقدم بفارق كبير على ترامب على مستوى البلاد، لكن الفارق أقل في الولايات المتأرجحة التي تلعب دورا حاسما في النتيجة النهائية.
وأظهر استطلاع رويترز/إبسوس الأربعاء أن ترامب تعادل تقريبا مع بايدن في فلوريدا، حيث حصل على تأييد 49% من المشاركين، وترامب على 47%.
وحتى الحين أدلى أكثر من 80 مليونا من الناخبين بأصواتهم، إما شخصيا أو بالبريد فيما يعرف بالتصويت المبكر، ويعني هذا الرقم أن الانتخابات الحالية ستشهد أكبر معدل للمشاركة منذ أكثر من قرن.
في سياق متصل، الكاتب تشارلز إم. بلو في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) قال إن الولايات المتحدة تدخل، الآن، المنعطف الأخير من سباق الرئاسة، وسيكون للناخبين أخيرا رأي فيما إذا كان عهد “إرهاب وحماقة” دونالد ترامب سيستمر أم ينتهي.
وأشار بلو إلى أن عشرات الملايين من الأميركيين أعلنوا بالفعل خياراتهم بالتصويت مبكرا، وتابع “بالنسبة للكثيرين منا كان لا بد أن يأتي هذا اليوم قريبا، وبالنسبة للكثيرين منا لم نكن متأكدين تماما مما إذا كان بإمكاننا، أو البلد أو حتى العالم، الصمود لمدة 4 سنوات من رئاسة ترامب”.
وقال الكاتب إنه خلال فترة رئاسة ترامب أصبح الأميركيون على دراية كبيرة بالتعديل 25، الذي يسمح بإقالة الرئيس من منصبه من قبل مجلس وزرائه ونائبه إذا اعتبر “عاجزا عن أداء سلطات وواجبات منصبه”.
والآن، أخيرا، بعد طول انتظار لسنوات يمكن لأعضاء المقاومة وجميع الساخطين الآخرين على حالة الأمور اتخاذ إجراء يؤثر بشكل مباشر على الرئيس والسلطة في واشنطن ألا وهو “إمكانية التصويت”.
وهذا بالضبط ما يفعله ملايين الأميركيين في أقرب وقت ممكن بالرغم من مخاوف وباء فيروس كورونا المحيط بهم، وهناك طاقة وإلحاح في الهواء، وحديث الجميع هو “هل صوتت؟” “متى ستصوت؟” “هل تريد أن تأتي معي للتصويت؟”.