رياضةصحيفة البعث

إصابة حارس فريق الاتحاد الكارثية تكشف واقع منظومة الطب الرياضي!

حلب – محمود جنيد

تعددت الروايات والمصاب واحد، وهو حارس مرمى فريق رجال الاتحاد، خالد حجي عثمان، الذي حمته العناية الإلهية من مصير مؤلم بعد إصابة خطرة تعرض لها خلال مباراة فريقه الاتحاد يوم الجمعة الماضي مع ضيفه الكرامة على أرضية ملعب السابع من نيسان في حلب، ضمن منافسات الجولة الثانية من دوري الدرجة الممتازة بكرة القدم، والتي خسرها الاتحاد بهدف لهدفين.

المعطيات الأولية أعطت معالج الاتحاد محمد عكاش دور البطل المنقذ للاعب من الموت بتدخله الإيجابي السريع، في ظل تأخر سيارات الإسعاف المتواجدة وطواقمها عن التدخل الفعال، ونقل اللاعب إلى أقرب مستشفى، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن تشكل دقائق قليلة وربما لحظات مفترق طرق بين الحياة والموت، لكن الكارثة في الموضوع الانتقادات التي وجهها أطباء اختصاصيون لطريقة التعامل البدائية مع الحالة وتحديداً للجزئية المتعلقة بحالة “بلع اللسان” في ظل عدم تواجد طبيب مختص ضمن الطاقم الطبي لفريق الاتحاد.

فالتصريحات المتناقضة للمعالج العكاش بين ما قبل وبعد الانتقادات التي طالته بشكل شخصي كانت مستغربة، إذ ذكر في المرة الأولى وبتصريح مصور بأن الحارس العثمان بلع لسانه قبل أن ينفي من خلال تصريح فيسبوكي ثان ما قاله سابقاً، ويؤكد بأن الحالة كانت عبارة عن ارتجاج بالمخ نتيجة ارتطامه بالأرض لدى سقوطه ما أدى لنزول الدماء إلى الرغامى ما سبب حالة اختناق خطيرة تعامل معها بروية حسب تعبيره!.

وما سبق يعبر عن أحد أمرين اثنين أحلاهما مر: الأول تهرب المعالج العكاش من مسؤولية التعامل الخاطئ مع حالة بلع اللسان التي أدت لتضرر اللثة حسب تأكيد الطبيب بسام الحايك عضو اتحاد الطب الرياضي لـ “البعث” والذي تابع الحالة في المشفى ، مشيراً إلى أن جميع دورات الطب الرياضي التي تم تنظيمها تضمنت محاضرات عملية ونظرية عن كيفية التعامل مع حالة بلع اللسان، أما الأمر الثاني فهو جهل المعالج بماهية الإصابة من أصلها والتعامل معها على السجية وعلى قدر إمكاناته ومعرفته، وهذا يقودنا للتشديد على ضرورة تطوير وتأهيل منظومتنا الطبية الرياضية وتواجد أطباء مختصين بالطب الرياضي وإصابات الملاعب ضمن الطواقم الطبية لجميع الفرق.

وفيما يتعلق بتشخيص إصابة العثمان حسب الطبيب المختص عبد الكريم حريري والطبيب المتابع للحالة بسام الحايك فهي عدم وجود نزيف داخلي او رضوض خطرة بالجمجمة، وهو ما أكدته نتائج التصوير الطبقي المحوري، إلا أن ارتطام رأسه بقوة في أرضية الملعب سبب حالة من الاغماء والخروج عن الوعي، ما استدعى اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة ووضعه تحت المراقبة حتى استقرت حالته وهو بحاجة لراحة و نقاهة قبل أن يعاود نشاطه الرياضي.