زلزال إزمير.. يعري أكاذيب أردوغان وفساد حاشيته!
يوماً تلو الآخر تتعرى أكاذيب أردوغان، وتتساقط أوراقه أمام ما تفرضه الوقائع، وآخرها ما كشفه الزلزال الذي وقع في بحر إيجة قبالة مدينة إزمير والذي فضح المزيد من الفساد الذي يرعاه أردوغان وراح ضحيته 51 شخصاً وجُرِح 896 آخرين.
هذا الزلزال أماط اللثام عن ملف المباني المخالفة التي حصلت على إعفاء بموجب مشروع “السلام العقاري” الذي طرحه نظام رجب طيب أردوغان عام 2018، مشيرةً إلى أن عدد المباني المخالفة التي حصلت على الإعفاء في المشروع من قبل حزب العدالة والتنمية بلغ 811453 مبنى، أي أن أكثر من 10 ملايين وحدة سكنية مخالفة باتت قانونية رغم عدم مراعاتها لشروط السلامة الإنشائية وخصوصاً في بلد معرض بشكل دائم للزلازل القوية والمدمرة.
داخل مدينة أزمير، جاءت بلدة بورنوفا كأعلى نسبة مخالفات بلغت 15.9 بالمئة، حيث تضم وحدها نحو 34 ألف وحدة سكنية مخالفة تليها بلدة بوجا بنسبة 10.9 بالمئة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، اعتبر الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي مدحت سانجار أن الغش والبناء في مناطق غير مناسبة هما الأسباب الرئيسة لخسائر الأرواح عقب زلزال أزمير.
وأوضح أن مدينة أزمير هي من ضمن 20 مدينة تقع على أخطر خط تصدعات وزلازل في العالم، مبيناً أن هناك تحذيرات بشأن اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الزلازل في أزمير منذ سنوات إلا أن الانتباه كله اتجه نحو اسطنبول، بينما تستمر المؤسسات المختصة والغرف ونحن أيضاً في التحذير من خطورة الأمر.
وللتغطية على فساده وصفقاته، لا ينفكّ أردوغان يكرّر أحاديثه عن الحرب ضدّ مَن يقول “إنّهم يستهدفون بلاده”، وغالباً ما يطلق تصريحاته بنوع من التعمية، بحيث يتحدّث عن “أعداء في الداخل والخارج يتربّصون به وبتركيا واقتصادها وأمنها”، وذلك في مسعى منه لتبرير الأزمات التي يورّط بها بلاده، بحسب ما يؤكّد معارضون أتراك.
وفي أحدث تصريحاته التي يتحدّث فيها عن حرب اقتصادية مستعرة، قال أردوغان: “إنّ بلاده تخوض حرباً ضد أسعار الفائدة والتضخم وأسعار الصرف، وهو ما أسماه “مثلث الشيطان”، وذلك بعد يوم من تدهور جديد سجلته قيمة الليرة التركية.
أضلاع ما يطلق عليه أردوغان “مثلث الشيطان” تعتمد على الأرقام، ومعلوم أنّ الأرقام لا تحابي أحداً، لكن على الرغم من ذلك، فإنّه يحاول الالتفاف على لغة الأرقام عبر توجيه الاتهامات وتوزيعها هنا وهناك، لتبرئة نفسه وإدارته من المسؤولية وتحميلها لجهات أخرى.
ويبدو استخدام الحرب في تصريحات أردوغان نوعاً من الهروب من مواجهة الوقائع والحقائق، والاستعانة بنظريات المؤامرة للتغطية على الأخطاء الكبيرة التي تقع فيها إدارته، والتي تنفّر المواطنين الأتراك منها، وتزيد الضغوطات والأعباء اليومية عليهم.
أردوغان اعتاد منذ بداية حكمه شيطنة أيّ فعل ينتقد سياساته، أو يتعارض معها، بحيث يخرجه من سياقه ويضعه في إطار الخير والشرّ، وفي خانة الخيانة والعداء، ويكون التجريم قناعاً للتهرّب من المساءلة والتملّص من المسؤولية، بحسب ما يشير محللون.
وأضاف أردوغان مخاطباً مؤيديه في مدينة وان شرقي البلاد: “ردّنا على أولئك الذين يعملون لمحاصرة بلدنا في المجال الاقتصادي هو حرب جديدة للتحرر الاقتصادي”، بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء، وكأنّ الحروب التي ورّط أردوغان بلاده فيها، في دول عديدة “العراق، سورية، ليبيا، وإقليم ناغورني قره باغ” لا تكفي لتهدئة جموحه وأطماعه للهيمنة والتوسّع، والأوهام باستعادة “أمجاد السلطنة العثمانية”، فتراه ينقل كلمة الحرب إلى حياة الأتراك اليومية، ويجد فيها ملاذاً من أيّ مسؤولية، ويشهرها بوجه منتقديه ومعارضيه، بحيث يضعهم في موقف حرج، باتّهامهم أنّهم يتعاونون مع الأعداء وأنّه “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.
ويواصل أردوغان دوماً كيل الوعود والتهديدات وتكرارها بالموازاة مع أحاديثه عن الحرب وكوابيسه بها، بالتوازي أيضاً مع هبوط قياسي في سعر صرف الليرة بلغ 8.3849 أمام الدولار، الجمعة. وفقدت العملة التركية 29% من قيمتها هذا العام، لتسجل تراجعاً للعام الثامن على التولي، في أطول مدة هبوط منذ عام 1982، حسب بلومبيرغ، الأمر الذي سيهوي بتركيا إلى ركود اقتصادي عميق، بحسب كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي بواشنطن، روبن بروكس.