محطة القطار بحلب ذاكرة بانورامية سريعة
حلب- غالية خوجة:
منذ 1893 وصوت القطار في سورية يحلم مع المسافرين متأملاً من النوافذ الزجاجية المساحات الخضراء والمباني والبيوت الطينية والخيم والرعاة والأغنام والحقول والصخور والأشجار العريقة المتنوعة. ما زال يحلم الكثير منا بالسفر، ليكتشف أحلامه تلك التي نثرها من نوافذ القطار، أو زرعها مع صافراته، وهي تصدح بين السكك والأماكن والمحطات، وما زالت محطة القطار بحلب تغازل محطة قطار دمشق، وتوشوش القراء عن تاريخها وذاكرتها وحضارتها التي وصلت بين المحافظات والأرياف داخلياً، وبين سورية والحجاز ولبنان والأردن وتركيا خارجياً.
ولأن القطار من أوائل وسائط النقل البرية الآلية الاقتصادية التي ساهمت في إنعاش الحياة اليومية الاقتصادية والتجارية والخدمية، فإنه يعتبر شرياناً هاماً من شرايين الحياة، ولهذه الأهمية دورها الذي نسفه الإرهابيون ودمروه وسرقوا سككه الحديدية! ولكن، لأن سورية هي سورية وأعداءها هم أعداء سورية، استطاعت سوريتنا الحبيبة كعادتها الانتصار على الظلام وأعادت القطار إلى سكته لينطلق من جديد، دائماً، لننطلق من جديد، وننثر أحلامنا مع صافرات القطار، بين محطاته، وننشرها من نوافذه لتنمو أشجار سنديان وزيتون وسنابلَ قمح وأزهار محبة معطرة بانتصار دائم ينطلق، دائماً، من جديد.