فنتازيا عقارية … تظهر أن حياة الإنسان خارج إطار الحسابات..!.
دمشق – البعث
كثيرة هي الحالات غير النظامية والمؤذية التي يمكن لحظها في مناطق السكن العشوائي منها على سبيل المثال لا الحصر رمي القمامة تحت النوافذ، ومحاذاة الأسلاك الكهربائية لشرفات الطوابق العليا، وسوء التمديدات الصحية وما ينتج عنها من أمراض وأوبئة وغير ذلك من الظواهر الخطيرة التي تكتنف حارات وأزقة المساكن العشوائية…لكن “البعث” خلال جولة لها على إحدى المناطق العشوائية، حالة فريدة من نوعها من ناحية الخطورة واللامبالاة، ومهما أعطينا القارئ مساحة من التفكير بأساليب وطرق عمرانية تكون على مستوى عال من الخطورة –ربما- لن يستطيع الوصول إلى المستوى الذي وصلت إليه هذه الحالة، التي تعكس تخلف وانعدام رؤية وبصيرة مرتكبها..!.
تصور لنا هذه الحالة شغف أحد المغرمين بالحصول على متر مربع واحد من البناء لدرجة وصل به الأمر باستهتاره بأرواح عائلته، وذلك من خلال إقدامه على توسيع شرفة منزله المطلة من الطابق الثاني على حارة ضاقت ذرعا بالمارقين بها، لتحتضن سارية خشبية تشعبت منها أسلاكا كهربائية غير نظامية بالأصل، أمام أعين ومرأى الوحدة الإدارية التابعة لها هذه المخالفة غير المسبوقة، ولا نبالغ إن قلنا: تقشعر أبدان من يرى الأسلاك المتدلية على الشرفة منذرة بخطر قائم على مدى الـ24 ساعة، فأي حركة لأي طفل يعني الموت المحتم –والأعمار بالتأكيد بيد الله- لكن الله أمر بالأخذ بالأسباب والتوكل عليه، وليس بالتسيب والتواكل عليه.
أحد السكان اعتبر أن فعلا من هذا القبيل لا يصدر إلا عن مختل عقلي، فأي حركة –وخاصة للأطفال- على شرفة الموت هذه من شأنها أن تودي إلى بالحياة أو تحدث أضرارا جسدية بالغة على أقل تقدير، مؤكدا أنه كلما مرّ بجانبها دعا الله السلامة لقاطني هذا المنزل، مضيفا أنه مهما أمعنا بهذه الحالة لا يمكن أن نجد ولو سببا واحدا يمكن أن يبرر أو يغفر لصاحب هذه المخالفة فعلته التي توصف بلا شك بالمميتة..!.
لاشك أن الوحدات الإدارية هي المسؤول الأول عن مثل هذه التجاوزات، لكن في المقابل هناك عدم حس بالمسؤولية من قبل المخالفين على الأقل تجاه أنفسهم وذويهم، وكأنهم يقصدون من خلال تفننهم بمخالفاتهم استدرار العطف بأسلوب غير تقليدي سواء من الجمعيات الخيرية أو من الجهات المعنية الأخرى الرسمية منها وغير الرسمية.