معرض ناديا سعيّد فلسفة بيئية تعكسها رموز جمالية
حلب- غالية خوجة
ضمن فعاليات احتفالية محافظة حلب باليوم الوطني للبيئة أقيم بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب في صالة تشرين المعرض الفردي التشكيلي للفنانة ناديا سعيّد بعنوان “العلم ودوره في الحفاظ على البيئة والصحة” ويستمر لثلاثة أيام.
ضم المعرض أربعين لوحة عكست روح البيئة جمالياً بنبضات من الألوان الحارة والباردة وتدرجاتها المناسبة، لاسيما الأحمر والأزرق وفراغاتهما وتموجاتهما وخطوطهما الهندسية، وظلالهما التدرجية بين إضاءة وانعكاس ورموز متفاعلة ونقوش وتشكيلات وحروف تمتزج بين التجريدية والطبيعية والسوريالية والرمزية من خلال إيقاعات تتلون بعوامل البيئة مثل قطرة الماء التي تصبح عنقوداً متلألئاً بخطوط ومعان ورموز وألوان موسيقية معلّقة بين الكتلة والفراغ. من منظور آخر، وفي إحدى اللوحات، تتخذ الأشجار هيئة قلب مضاد للتصحر لتشير بمحبة رمزية إلى البيئة وهي تجسد قلب الحياة النابض بتشكيلات غنية أشبهَ بمرآة شفافة تتوسط اللوحة ومركزها، وتترك لعواملها التشابُكَ مع مكونات المجال الحيوي. بينما تتحرك صيرورة الزمن في لوحة أخرى، مبتهجة بتناغمها اللوني، وإيحاءاتها المبتعدة إلى المركز وكأنها تحكي عن اللحظات وهي تغور بعيداً لتفلسف الزمان بخطوط عابرة لا تعرف الثبات والسكون.
للمتجول في المعرض أن يكتشف حالات إبداعية متنوعة تتأنسن، أو تتسريَلُ، أو تتحول، وكأنها تأخذك من لوحة الكهرباء وخطوطها الهندسية وتموجاتها وذبذباتها، بعيداً عن تلوثها الكهرومغناطيسي، وتَواصُلها أو انقطاعها بين الليل والنهار، لتُدخلك في أجواء لوحات أخرى ستخرج منها الألوان فراشات حمراء، زهرية، زرقاء، وبيضاء، لتقترب أكثر من لوحة تصير فيها التربة وجهَ طفل ينبّه إلى ضرورة الماء للصحراء المتشققة، وضرورة الماء للأجيال القادمة والأزمنة القادمة.
الفنانة التشكيلية ناديا سعيد أوضحت أنها أقامت عدة معارض مركزية بين دمشق وحلب، مضيفة: “في أعمالي أحاول الخروج من النمطية السائدة، لا سيما الثيمة الموضوعية المحورية وهي البيئة التي تجمع العلوم بالفن، وهذا ما تعكسه لوحاتي المشاركة في هذا المعرض، وأعبّر عن أفكاري في هذا المعرض الذي يضم أربعين لوحة من أعمالي التي تبحث جمالياً في البيئة ضد التلوث بكافة أشكاله، وضد التصحر البيئي والحياتي واليومي”.
مدير الثقافة جابر الساجور أكد أن وزارة الثقافة تدعم جميع الفعاليات والمبادرات الثقافية مع التوجه الحالي التشاركي مع القطاع الخاص، والمبادرات الثقافية التي تتم بالتعاون مع غرفة تجارة حلب وغيرها، لأن القطاع الخاص ليس منافساً، بل شريكاً أساسياً في إدارة الاقتصاد، وتوظيف المدخلات بمخرجات مناسبة لتحقيق الاستقرار الحياتي، من خلال الاستثمار الثقافي والفني.
حضر المعرض أحمد ياسين نائب محافظ حلب، وذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي بالمحافظة وحشد من المهتمين بالثقافة.