مواءمة وجدانية بين الاحتراف والتعبير في معرض جمعية الربيع للتوحد
حمص- البعث
استضافت صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص (صبحي شعيب) معرضا مشتركا للفنان يوسف محمد مع أطفال من جمعية الربيع المختصة بالتوحد، ضم نحو 12 لوحة للفنان محمد، و37 لأطفال التوحد، عبرت عن حالة وجدانية تحاكي الحالة التي مرت بها البلاد في السنوات القريبة الماضية.
سعى محمد في لوحاته مقاربة الواقع عبر لوحات انطباعية تعبيرية تحمل في تفاصيلها العديد من الأفكار والمواقف، لاسيما من الأزمة وما تخللها وتلاها من مآس وحرائق أتت على ما تبقى لنا من حياة وجمال. الألوان الداكنة التي تسيطر على أغلب لوحاته تعبر عن حجم الكوارث المتعاقبة التي شوهت معالم الفرح والحياة فينا، حيث المرأة الهاربة من جحيم الحرائق والأخرى التي تبتهل إلى السماء من وسط الدخان والرماد لنشر ظلال رحمتها فيها استغاثة وطلب لإنقاذ الحياة، وزرع بذور المحبة بين البشر، حتى البيوت والأحياء تتسم عند محمد بوشاح السواد، لكنه يجد للحب مكانا يخرج منه من وسط كل هذا الجحيم في لوحة التقاء عاشقين يتلهفان قبلة تروي ظمأ جفاف سنوات خلت.
ما يميز لوحات الفنان يوسف محمد تلك التفاصيل المعبرة عن مشاعر إنسانية عميقة تتسلل بيسر وسهولة إلى المشاهد، تجعله يلتقط أفكارها ويتفاعل معها بإحساس عال ومعايشة ضمنية محببة.
لاشيء مجاني في تلك اللوحات، أو لمجرد الفن، فهي تلخص حالات إنسانية مختلفة، حتى لوحات أطفال التوحد، فيها تعبير عن أفكار تختلج في دخيلة مبدعها، يدعو فيها الآخرين الالتفات إليه، ليقول: نحن نحب الحياة ونشعر بما يدور حولنا، ونطلب منكم التواصل معنا وفهمنا، ومساعدتنا لدخول الحياة والمشاركة في بناء وطن لامكان فيه إلا للتعاون والفرح.