100 يوم على إضرابه.. الأسير الأخرس أيقونة فلسطين الجديدة
أيقونة فلسطين الجديدة الأسير ماهر الأخرس يكتب بمداد الجوع والأمعاء الخاوية أسطورة التحدي لسجانه ولكل مخططات الاحتلال الإسرائيلي الاستعمارية.. 100 يوم بلا طعام في المعتقل زاخرة بالكرامة والعنفوان في معركة يخوضها باسم 4500 أسير يعانون الويلات على يد الاحتلال الذي يرفض الإفراج عنه وعنهم.
ووسط تدهور كبير في حالته الصحية يدخل الأسير الأخرس يومه الـ 100 في إضرابه المفتوح عن الطعام كجبل من الإيمان والإرادة.. هي ليست 100 يوم عابرة في حسابات الأيام فقط بل أيام سيخلدها التاريخ، فالأسير الأخرس تعالى على آلامه ليوصل رسالة للعالم أجمع بضرورة وقف جرائم المحتل الإسرائيلي.. هي رسالة للمجتمع الدولي الذي لم يكلف نفسه عناء القيام بواجبه الأخلاقي حيال مآسي الأسرى بوجوب الخروج عن لامبالاته وصمته القاتل وإلزام الاحتلال بالإفراج عنهم فلا ذنب لهم سوى أنهم رفضوا احتلال أرضهم ودافعوا عنها وأكدوا أن الحقوق الفلسطينية لا تعود إلا بمواصلة النضال والمقاومة.
“لا أريد الموت في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.. وإذا أراد المجتمع الدولي مساعدتي فلينقلني إلى مشفى بالضفة.. أريد أن أموت بين أهلي.. أريد من الأسرى الذين خاضوا الإضراب عن الطعام وأهالي الشهداء أن يحملوا نعشي وأوصي شعبي بحماية الوطن”، بهذه الكلمات ناشد الأخرس المجتمع الدولي لمساعدته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لكن مناشدته لم تجد آذانا صاغية، ولهذا استمر في إضرابه رافضاً تناول أي مدعمات غذائية ومؤكداً أن الحرية تنتزع انتزاعاً من الاحتلال وليس عبر استجدائها وقال: جوابي الوحيد دائما هو حريتي أو الشهادة.
وناشدت والدة الأسير الأخرس ضمير العالم لإنقاذ ابنها المضرب عن الطعام، وقالت: لن أسامح كل من سكت وكل من لم يتحرك لإنقاذ ماهر.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين حذرت في بيان لها من تفاقم الوضع الصحي للأسير الأخرس حيث يعاني من تشنجات متكررة وضغط في عضلة القلب وضعف في النبضات وألم شديد في جسده وصداع شديد مؤكدة أن هناك خطراً كبيراً على حياته حيث بدا غير قادر على الكلام وبدأ يفقد حواس السمع والبصر والنطق تدريجياً.
وشددت الهيئة على أن الوضع الصحي للأخرس صعب جداً وهناك قلق شديد على حياته حيث أنه في أي لحظة قد يتعرض لانتكاسة صحية قد تودي بحياته أو تلحق ضرراً بأعضائه الحيوية.
وتضامناً مع الأسير الأخرس أعلن عشرات النقابيين الفلسطينيين الإضراب المفتوح عن الطعام إسناداً له وللأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من أسبوع وهم محمد الزغير وباسل الريماوي ومحمود السعدي وجاء ذلك عقب وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة المحاصر.
ودعا المشاركون في الوقفة أحرار العالم إلى الوقوف عند مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يتعرض له الأسير الأخرس من جريمة إسرائيلية تستهدف حياته مشيرين إلى أن الاحتلال برفضه الإفراج عنه فإنه يخطط لإعدامه ببطء في انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق الدولية ولاسيما اتفاقيات جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى.
من جهته أكد رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أن مواصلة الاحتلال اعتقال الأسير الأخرس وما يلاقيه من عدم استجابة لمطالبه تعني تعريض حياته لمزيد من الخطر الشديد المفضي إلى الموت في أي لحظة.
وأشار عبد العاطي إلى أن صمت المجتمع الدولي على انتهاكات الاحتلال وجرائمه يعطي الضوء الأخضر للاحتلال للاستمرار في اعتقال الأخرس وارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان لفت إلى أن الأخرس يمارس حقه في الإضراب عن الطعام رفضاً لممارسات الاحتلال بحق الأسرى وأنه لم يكن أمامه إلا النضال بخلايا جسده لإيصال رسالته.
تجدر الإشارة إلى أن الأسير الأخرس -49 عاماً- اعتقل في الـ 27 من تموز الماضي وهو متزوج وأب لستة أبناء أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لأول مرة عام 1989 واستمر اعتقاله في حينه سبعة أشهر والمرة الثانية عام 2004 لمدة عامين ثم أعيد اعتقاله عام 2009 لمدة 16 شهرا ومجددا اعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله 11 شهراً.