الأمطار الأولى تفضح واقع البلديات وصفحات التسويق الاستعراضي
كشف أول هطول للأمطار لهذا العام، مدى هشاشة الأعمال الاستعراضية لدوائر الخدمات والبلديات، لاسيما بعد أن شكلت مياه الأمطار السيول وانجراف للتربة وبرك ومستنقعات في الشوارع أعاقت حركة المرور والمارة ليكون ما نشر عن تعزيل للمطريات وتنظيف وغيره، عبر صفحات التواصل المعنية لتلك الجهات مجرد تسويق إعلامي واستعراض لرؤساء البلديات .
وحمل مواطنون المسؤولية للمعنيين الذين يقطعون الوعود في كل عام بأن العام القادم سيشهد استدراك الأخطاء وإجراء عمليات صيانة وتنظيف في فصل الصيف قبل حلول الشتاء إلا أن تلك الوعود تذهب أدراج الورق المتطاير في الشوارع لكي يغلق المطريات ويجعل الطرقات تغرق بالمياه ،موضحين أن المشكلة ذاتها في كل عام والدليل أن أماكن تجمعات المياه معروفة في مناطق معينة بدمشق أو ريفها ،متسائلين لماذا لا تحل المحافظة المعنية المشكلة بشكل جذري في تلك المناطق ؟.
ومع غزارة الأمطار التي استمرت لساعات أدت لانهدامات في بعض الأماكن وسقوط جدران على سيارات خاصة وسيول جارفة، لتؤكد عضو المكتب التنفيذي المختص في دمشق انتصار جزماتي أن الانهدام جرى في مناطق مخالفات بسبب الهطول الغزير، مشيرة في تصريح لـ”البعث” إلى استنفار جميع مديريات المحافظة المعنية منذ هطول الأمطار ولغاية الآن من أجل تعزيل الأتربة المتراكمة نتيجة جرفها من قبل الأمطار وتنظيف المطريات من جديد بعد انسدادها بورق الأشجار والأوساخ.
واعتبرت جزماتي أن البنى التحتية مازالت تحتاج لصيانة وعمل ولاسيما أن المحافظة شكلت خلية طوارئ بهذا الخصوص منذ سنوات لتدارك هكذا حوادث، علماً أن المحافظة اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية قبل هطول الأمطار ،حيث بدأت كافة دوائر الخدمات على مستوى محافظة دمشق بتعديل كامل للمطريات والريغارات، مبينة أن كميات الأمطار كانت غزيرة و أول مطرة دائما تحمل معها غبار وأتربة.
وأملت جزماتي من المواطنين المحافظة على النظافة وعدم رمي القمامة في مجاري الصرف الصحي ما يسبب انسداداً في المجاري.
يشار إلى أنه وقبل كل بداية فصل شتاء تتسابق البلديات ودوائر الخدمات إلى تصوير عمال النظافة وهم يقومون بتنظيف الريغارات والمطريات وما يزيد الطين بلة تهافت بعض المواقع والصفحات للتغني بإنجازات رؤساء البلديات ليأتي الشتاء ويذوب الثلج ويظهر “الهرج” بدلاً من المرج .
علي حسون