أردوغان يضيّق الخناق على منصات التواصل الاجتماعي
خطوة جديدة في إطار التضييق على حرية الرأي والتعبير اتخذها نظام أردوغان تضاف إلى سلسلة القمع التي بدأها منذ محاولة الانقلاب في 2016، حيث فرض النظام التركي غرامات مالية على العديد من منصات التواصل الاجتماعي كخطوة جديدة في إطار تضييق الحصار عليها وبالتالي حجبها ضمن سياسة قمع الحريات في البلاد.
وأعلن هذا النظام فرضه غرامة بقيمة 1.1 مليون يورو على كل من فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتيك توك وإنستغرام وبيرسكوب بذريعة أنها رفضت أن تفتح لها مكاتب تمثيل رسمية في أنقرة.
وليست هذه المرة الأولى التي يضيق فيها نظام أردوغان على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أقر برلمان النظام التركي في 29 تموز الماضي قانوناً من شأنه ممارسة مزيد من الضغوط على الحريات في البلاد، ويطلب التشريع الجديد من كبرى شركات وسائل التواصل الاجتماعي الاحتفاظ بمكاتب تمثيل في تركيا للتعامل مع شكاوى من المحتوى على منصاتهم.
في الأثناء، اعتقلت سلطات النظام التركي 21 شخصاً بذريعة صلتهم بالداعية فتح الله غولن الذي يتهمه هذا النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب عام 2016، حيث نفّذت شرطة إسطنبول عمليات دهم متزامنة في سبع مقاطعات تركية واعتقلت 19 شخصاً، مشيرةً إلى أنه تم أيضاً اعتقال شخصين أحدهما قاضٍ سابق في ولاية أدرنة شمال غرب تركيا عندما كانا يحاولان الفرار إلى اليونان بشكل غير قانوني.
كما تواصل الليرة التركية تدهورها بفعل المآزق السياسية التي جناها أردوغان على تركيا وشعبها، إذ تراجعت بـ1.3% إلى 8.5029 ليرة لكل دولار، وهي الخسارة التاسعة في عشرة أيام.
ويبدو أن العملة التركية في حالة انخفاض حر بعد أن أبقى البنك المركزي بشكل غير متوقع سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند 10.25 في المئة في أواخر تشرين الأول.
وعن الموقف الأوروبي تجاه نظام أردوغان، أكد عضو البرلمان الأوروبي عن الجمهورية التشيكية الدكتور ايفان دافيد أن سياسات أردوغان وخطابه التحريضي يهددان أمن أوروبا واستقرارها.
وقال دافيد في تعليق له على الهجوم الذي وقع في فيينا وأوقع ستة قتلى: “إنّ ما حدث في عدة مدن فرنسية وفيينا من أعمال إرهابية ليس محض صدفة وخصوصاً بعد التحريض الذي شنه أردوغان عقب الوقوف الأوروبي إلى جانب اليونان التي تتعرض للاستفزاز من قبل النظام التركي بهدف سرقة نفطها وغازها”.
وأضاف: “إنّ أعمال الشغب التي وقعت خلال الربيع الماضي في أحد أحياء فيينا تمت بمبادرة من جهاز المخابرات التركي وفق ما ذكره وزير الداخلية النمساوي”، لافتاً إلى أن السلطات النمساوية قامت خلال الخريف بالتدخل ضد أشخاص وأغلقت مؤسسات تحرض على التطرف وتمول بشكل مباشر من أنقرة.
بدورها، نبّهت الصحفية التشيكية ماركيتا كوتيلوفا إلى أن خطابات رئيس النظام التركي في الفترة الأخيرة تتصف بالكراهية والتهديد للجميع، مشيرةً إلى أن تهديداته تطال بعض دول الاتحاد الأوروبي وأرمينيا وغيرها.
وحذّرت في موقف نشرته على صفحتها على “فيسبوك” تعليقاً على هجوم فيينا من أن “أردوغان لا يهدّد فقط بل ينفذ.. الأمر الذي يمكن مشاهدته في تدخلاته العسكرية في سورية وليبيا وفي ناغورني قره باغ وفي تهديداته لليونان”.
وأضافت: “إنّ أردوغان منذ نحو نصف عام يهدد بأنه سيعمل على تفتيت الاتحاد الأوروبي من الداخل وأن أوروبا ستشهد أعمال عنف وقلاقل ولذلك فإن الدول الأوروبية تنتظرها أوقات صعبة لأن أردوغان لا يتورع عن الانتقال من التهديد إلى التنفيذ”.
في سياق آخر، دعا الاتحاد الأوروبي مجدّداً النظام التركي إلى وقف انتهاكاته أحادية الجانب في شرق البحر المتوسط بعد إعلان انقرة تمديد مهمة التنقيب عن الغاز في المنطقة.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان: “إعلان البحرية التركية مواصلة أنشطة المسح الزلزالي والذي يؤثر على المناطق البحرية اليونانية والقبرصية أمر مؤسف للغاية وخاصة في ضوء المحاولات البناءة الجارية على جميع المستويات للحوار”.
وأضاف البيان: “ما يجري سيخلق المزيد من التوترات وانعدام الثقة في المنطقة بدلاً من المساهمة في إيجاد الحلول الدائمة”، لافتاً إلى أن الحوار والامتناع عن الإجراءات الأحادية من العناصر المهمة جداً لبيئة مستقرة وآمنة في شرق البحر المتوسط.