الانقسام حول الانتخابات الأمريكية يصل أوروبا.. وألمانيا تحذّر من انفجار الأوضاع
يبدو أن الانقسام الحاد المسجل في الانتخابات الأمريكية بين المرشحين جون بايدن ودونالد ترامب قد انتقل من أمريكا إلى باقي الدول المتحمسة لفوز هذا المرشح أو ذاك وفق مصالحها، ففي أوروبا، وقبل أن تحسم صناديق الاقتراع من هو ساكن البيت الأبيض الجديد، غرد رئيس وزراء سلوفينيا مهنئاً ترامب بالفوز، الأمر الذي دفع ببروكسل إلى إصدار بيان تعليقاً على الحادثة مطالباً الجميع بالهدوء حتى تكتمل عملية فرز أصوات الناخبين.
ودعا المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إيريك مامر، أثناء موجز صحفي عقده في بروكسل، الجميع إلى توخي الصبر والتريث حتى الانتهاء من عملية فرز الأصوات، وذلك في معرض تعليقه على التغريدة التي هنأ فيها رئيس وزراء سلوفينيا، يانيز يانشا، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالفوز في الانتخابات.
وقال المتحدّث: “ننصح الجميع بمتابعة تطورات الأحداث في الولايات المتحدة وعملية فرز أصوات الناخبين هناك بعناية. ونحن كالجميع ننتظر إعلان الهيئات المعنية بفرز الأصوات لنتائج الانتخابات، وحتى ذلك الحين يتحمل كل واحد المسؤولية الشخصية عن تعليقاته. سننطلق من البيانات الرسمية في الولايات المتحدة، ويجب على الجميع، حسب رأينا، اعتماد نفس السلوك”.
ولفت إيريك مامر إلى أن لدى الولايات المتحدة تقاليد ديمقراطية أطول مما لدى بعض الدول الأوروبية، وينبغي الوثوق بسلطاتها فيما يتعلق بتحديد الفائز في السباق الرئاسي، مضيفا: “يجب توخي الصبر، لأن الحديث يدور عن دولة هائلة بحجم قارة، حيث أدلى مئات الملايين بأصواتهم”.
في الأثناء حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريد كرامب كارينباور من أن الوضع في الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية مقلق وقابل للاشتعال، وأضافت: إنه وضع يمكن أن يؤدي إلى أزمة دستورية في الولايات المتحدة مثلما يقول الخبراء، وهذا أمر يثير قلقنا البالغ بالطبع.
وتأتي تصريحات الوزيرة الألمانية في ظل تحذيرات صدرت عن العديد من المراقبين حول احتمال حصول اضطرابات وأعمال عنف في الولايات المتحدة على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية وخصوصا بعد الخطابات التحريضية التي ألقاها ترامب وأشار فيها إلى تزوير نتائج هذه الانتخابات واحتمال رفضه لها.
بدوره اعتبر وزير المالية الفرنسي برونو لومير أنه لن يكون لنتيجة الانتخابات الأميركية تأثير يذكر على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروباـ مشيراً إلى أن واشنطن لن تتخلى على الأرجح عن موقف المواجهة سواء فاز ترامب أو خسر، وقال: “إن اختار الأميركيون جو بايدن أو دونالد ترامب لن يغير الأمر شيئاً في هذه الحقيقة الاستراتيجية لأن القارة الأميركية فصلت نفسها عن القارة الأوروبية” مضيفاً: دعونا لا نخدع أنفسنا فالولايات المتحدة لم تكن شريكاً ودوداً لدول أوروبية منذ سنوات.
وفرضت الإدارة الأميركية رسوماً جمركية على سلع بمليارات الدولارات من الواردات الأوروبية في السنوات الأربع الماضية بعد اتهامات لترامب عن عوائق غير عادلة بحق شركات أميركية تحاول التنافس في أسواق القارة.
نسبة الإقبال تبلغ أعلى مستوى منذ 120 عاماً
يأتي ذلك فيما أفاد مركز توقعات الانتخابات الأمريكية، الذي لا ينتمي إلى أي من الحزبين ويديره أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، مايكل ماكدونالد، بأن عملية الاقتراع هذا العام جرت بمشاركة 160 مليون شخص من أصل 239 مليون مواطن يتمتعون بحق التصويت.
وأوضحت بيانات الموقع أن نسبة الإقبال يتوقع أن تصل بالتالي إلى مستوى 66.9%، وهو يعتبر الأعلى منذ العام 1900 حينما بلغ 73.7%.
وقال ماكدونالد عبر “تويتر”: “هذا ليس خطأ. الانتخابات الرئاسية في العام 2020 شهدت أعلى نسبة إقبال منذ السنوات الـ120 الأخيرة… سأواصل تدقيق هذه الأرقام في الأسابيع القادمة”.
ولم يتم الإعلان عن أي نتائج رسمية للسباق الانتخابي بين ترامب وبايدن، لكن كل من الطرفين اعتبر في تصريحات علنية أنه على وشك الانتصار، وذلك تزامنا مع استمرار عملية فرز الأصوات بسبب أعداد غير مسبوقة للمشاركين في التصويت عن بعد.
ويأتي السباق الانتخابي في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة مشاكل داخلية كبيرة بسبب جائحة فيروس كورونا وأزمة اقتصادية وارتفاع مستوى بطالة حاد والتوتر الناجم عن العنصرية وعنف الشرطة وما يرافقه من احتجاجات واسعة، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم بايدن على ترامب من حيث مستوى الشعبية.