“الصحة العالمية” تدعو البشرية للاستعداد لوباء جديد
تعتقد منظمة الصحة العالمية أن على البشرية الاستعداد لوباء جديد، مشيرة إلى أن هذه المسألة ستكون ضمن جدول الأعمال خلال استكمال المؤتمر السنوي لجمعية الصحة العالمية الـ73.
ولفت بيان للمنظمة إلى أن المجتمع الدولي في حاجة إلى “الاستعداد لوباء جديد الآن”، وقال البيان: “لقد رأينا خلال العام الماضي أن البلدان التي لديها بنية تحتية صحية قوية تتعلق بالتأهب للطوارئ تمكنت من التحرك بسرعة لاحتواء فيروس (سارس – كوف- 2) والسيطرة عليه”.
وتشدد المنظمة العالمية، على ضرورة ضمان أن تكون “جميع البلدان مجهزة بشكل أفضل لاكتشاف (كوفيد – 19) وغيره من الأمراض المعدية الخطيرة والاستجابة لها”.
من جهة أخرى، تعتقد منظمة الصحة العالمية أن المجتمع العالمي قادر على هزيمة الوباء من خلال العلم والتضامن، وقال البيان: إن وباء الفيروس التاجي على الرغم من أنه يمثل أزمة عالمية، إلا أن “العديد من الدول والمدن نجحت في تفادي العدوى والسيطرة على انتقالها باستخدام نهج شامل قائم على الوقائع”.
طفرة” إصابات بكوفيد-19 في أوروبا
هذا وأعادت مناطق واسعة في إيطاليا الجمعة فرض تدابير إغلاق ومنع تجول للحد من انتشار فيروس كورونا، في وقت عبّرت “الصحة العالمية” عن القلق إزاء “طفرة” الإصابات بكوفيد-19 في أوروبا، فيما سجلت الولايات المتحدة حصيلة يومية قياسية من الحالات الجديدة.
ولا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا بالوباء مع 234876 وفاة. وسجّلت الخميس أكثر من 120 ألف إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية جديدة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وفي إيطاليا، بدأ الجمعة تطبيق حظر تجوّل يستمر حتى الثالث من كانون الأول، وصُنفت لومبارديا وبييمونته وفاليه داوستا وكالابريا بين “المناطق الحمراء”، ما يعني أنها “عالية الخطورة”، وأعيد فرض تدابير تطال 16 مليون إيطالي، وإن كانت أقل صرامة مقارنة بالربيع الماضي.
وخشية من أن تتخطى الإصابات طاقة المستشفيات على الاستيعاب ، أعلنت اليونان إعادة فرض حجر يبدأ السبت ويستمر لثلاثة أسابيع. وبموجب التدابير لن يتمكن اليونانيون من مغادرة منازلهم إلا بعد الحصول على تصريح عبر رسائل نصية عبر الهاتف المحمول.
وأودى الفيروس بحياة 673 شخصاً في اليونان، من بين قرابة 47 ألف إصابة. لكن أعداد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات ويرقدون في وحدات العناية المركزة هو ما يقلق السلطات اليونانية.
وباتت أوروبا في الأسابيع الأخيرة مركزاً للوباء وتشهد أسرع انتشار له في العالم ويسجل فيها أكبر عدد من الإصابات بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وأحصت أكثر من 11.6 مليون إصابة، نصفها في روسيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، وقرابة 294 ألف وفاة.
إلى ذلك، أكد المدير الإقليمي في أوروبا لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه أن أوروبا تشهد راهنا “طفرة” في عدد الإصابات مع تسجيل “مليون إصابة إضافية خلال أيام قليلة فقط” فيها و”نشهد أيضا زيادة تدريجية في الوفيات، وأضاف أنه “مع تعميم وضع الكمامة والرقابة الصارمة على التجمعات، يمكننا إنقاذ حياة أكثر من 261 ألف شخص بحلول شباط في أوروبا”.
وفي فرنسا، التي أعادت فرض إجراءات عزل منذ 30 تشرين الأول، قال المدير العام للصحة جيروم سالومونفإن إن الموجة الثانية “حادة وتنتشر بسرعة” مع تسجيل 58 ألف إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأعلنت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو التي اعتبرت الوضع “مقلقا للغاية” الخميس، إغلاق بعض متاجر بيع المشروبات ومحلات البقالة ومطاعم الوجبات الجاهزة في المدينة وضواحيها.
أما الصين، فقد قرّرت منع دخول المسافرين الأجانب الآتين من فرنسا وحوالى عشرة دول أخرى، من الأكثر تضرراً بالوباء. وتسعى الدولة الآسيوية العملاقة لتجنب عودة الوباء إلى أراضيها.
تظاهرات ضد تدابير العزل
وبعد إيرلندا وفرنسا، أعادت إنكلترا البلد الأكثر تضررا في أوروبا، فرض حجر الخميس لاحتواء الفيروس الذي أودى بقرابة 48 ألف شخص.
ويتعين على المتاجر غير الأساسية في إنكلترا الإقفال، فيما سيُسمح للمطاعم والحانات والمقاهي بتقديم فقط خدمات توصيل أو تسليم الطعام ليحمله الزبائن معهم من دون إمكان الجلوس. في المقابل، ستبقى المدارس مفتوحة.
ويُطلب من السكان العمل من المنزل ويمكنهم مغادرة منازلهم لأسباب محددة فقط مثل ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى الطبيب أو التسوق لشراء الطعام.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تأييد المواطنين لهذه الإجراءات بشكل عام. لكن المخاوف تتزايد بشأن تأثيرها على الاقتصاد والصحة النفسية، ومساء الخميس تجمع متظاهرون في وسط لندن للاحتجاج على إعادة الإغلاق.
وفي سلوفينيا، شهدت تظاهرة، شارك فيها مئات الأشخاص في ليوبليانا احتجاجاً على تدابير الحجر مساء الخميس، مواجهات عنيفة بعدما تدخلت الشرطة لتفريق الجموع بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وفي الإكوادور أعيد فرض تدابير لاحتواء الفيروس بسبب تزايد عدم الالتزام بالإجراءات. ومنعت سلطات غواياكيل (جنوب-غرب) بيع الكحول بين الخميس والأحد، وإقامة الحفلات والفعاليات. وعبرت رئيسة بلدية غواياويل سينتيا فيتري عن أسفها “لتراخي أهالي” بلدتها الساحلية حيث “توفي في المعدل ستة أشخاص يوميا خلال الأيام الثمانية والعشرين الماضية”.
وفي كولومبيا، التي كانت قد فرضت خمسة أشهر من العزل استمرت حتى نهاية آب، ألغت السلطات شرط تقديم المسافرين فحص كوفيد-19 سلبي النتيجة ما استدعى انتقادات عدة الخميس.