انتصار حلبي في ديربي الافتتاح والمستوى الفني خيب الآمال
حلب- محمود جنيد
بعيداً عن نتيجة الديربي السلبية أداءً ونتيجة بين الجارين الاتحاد و الحرية، حققت حلب وجمهورها الرياضي الاستثنائي انتصاراً كبيراً بدزينة من الأهداف في ملعب الحمدانية الذي غصت مدرجاته بمناصري قطبي الشهباء في عرس الافتتاح الجديد الكبير الذي أعادنا للأيام الخوالي قبل أزمة الحرب التي أخرجت الملعب عن الخدمة، من تقاطر الجمهور إلى الملعب من الصباح الباكر لحجز مكان مناسب للمتابعة، و الصفوف الطويلة على دور الدخول عبر البوابات، إلى الأجواء الكرنفالية المميزة والتفانين على المدرجات، و الهتافات والأهازيج المحببة.
حضور رسمي كبير، واكب الحدث المهم على الطبيعة فكل شيء كان مثالياً حتى طواقم الإسعاف مع آلياتها كانت حاضرة لتجنب ما حدث في مباراة الاتحاد السابقة مع الكرامة وإصابة الحارس خالد حجي عثمان، مؤكدة “للبعث” جاهزيتها وقدرتها على التعامل المهني السريع مع أي حالة، إلا أن الغصة كانت بالجوهر الفني ونقصد مستوى الديربي المخيب بين العريقين الأحمر و الأخضر!.
وبين السخط و الرضا تراوحت ردود الأفعال بعد صافرة نهاية المباراة، إذ احتفل أنصار الحرية بتعادل اعتبروه بطعم الفوز في ظل فوارق التحضير، وظروف التحضير الذي تأخر على الجانب الأخضر كثيراً بسبب التخبطات التي رافقت تلك الفترة وكانت نتيجته خسارة أهم ركائز الفريق لصالح الاتحاد نفسه مقابل الاستعانة بمن تخلى عنهم الأخير، بينما استقبله جمهور الاتحاد بسخط وغضب كضربة ثالثة ثابتة شجت آماله الخائبة بعد خسارتين تبعهما تعادل مخيب ونقطة من أصل تسعة في أول ثلاث جولات من الدوري الممتاز.
مدرب الحرية مصطفى حمصي أبدى رضاه عن النتيجة و تحدث عن ظروف التحضير التي منعته من مجرد رؤية اللاعبين في مباريات ودية كافية ليتسنى له توظيفهم بالصورة المثلى، وأكد بأن فترة توقف الدوري جاءت بوقتها ليعيد ترتيب أوراق الفريق على شكل رواية جديدة مميزة، وفي الوقت الذي هتف فيه جمهور الاتحاد على المدرجات مطالباً برحيل المدرب مهند البوشي أكد مساعده أسامة حداد بأن الجهاز الفني يتحمل المسؤولية كاملة عن النتيجة، محللاً اللاعبين من المسؤولية بسبب الضغوطات الكبيرة، و أشار إلى أن فترة توقف الدوري إن جددت الثقة بالكادر ستكون كافية لإعادة الأمور لنصابها والانطلاق نحو الأمام.
وبالنسبة لآراء اللاعبين فقد وجه لاعب الاتحاد الدولي الشاب محمد ريحانية اعتذاراً للجمهور الذي لا يلام على ردة فعله القوية الساخطة حسب تعبيره، لأنه، أي الجمهور، عمل ما عليه وأكثر وبأفضل طريقة ممكنة، بينما خيب الفريق أمله وتاهت كراته عن اللمسة الأخيرة أمام المرمى، ومن جانبه مهاجم الحرية عبد الله نجار الذي حدثنا متأثراً بإصابة على مستوى الشفة العليا بسبب تصادم مع أحد لاعبي الاتحاد في حالة التحام وعرقلة غير شرعية كان يستحق عليها ركلة جزاء واضحة، حرمه منها حكم المباراة حسب قوله ، عبر عن سعادته بالتعادل الذي سيليه حسب قوله نتائج إيجابية بعد أن يأخذ الفريق نفساً عميقاً ويعيد تكوين نفسه بصورة جديدة بعد فترة التوقف.
وبعيداً عن المباراة فإنه من المقرر أن تجتمع الإدارة الاتحادية اليوم، هذا ما
أعلمنا به مسوؤل كرة القدم مجد حمصي، و بالضرورة سيناقش واقع الفريق الأول لكرة القدم، ومصير الكادر الفني، وتقييم مردود اللاعبين، فهل سيسفر عن تغيير متوقع في الجهاز الفني بعد السخط الجماهيري ومطالبة أنصار النادي المدرب بالرحيل، أم إن الإدارة ستمتص الصدمة وتعطي البوشي فرصة جديدة وأخيرة؟.