“التنمية الإدارية” تستنفر طواقمها في تدريب وتأهيل كوادر الوزارات
دمشق- محمد زكريا
يرى المتتبع لتحركات وزارة التنمية الإدارية خلال الأشهر الماضية، حيال صناعة التدريب الإداري، الكثير من الخطوات العملية الخاصة بهذا الجانب، لاسيما التي تتعلق باعتماد الدورات التدريبية التي هي ضمن مسارات المشروع الوطني للإصلاح الإداري، إضافة إلى اعتماد الوزارة على آليات جديدة لاختيار كوادر ناشئة تعمل على تعزيز مفاهيم التنمية الإدارية المتطورة، وبالتأكيد فإن المشروع الوطني يحتاج إلى أدوات فعالة ونشطة على الأرض، وبالتالي المطلوب من الوزارات الاعتماد على العناصر البشرية القادرة على مواكبة هذا المشروع، مع التنويه بأن غالبية المفاصل الحكومية تزخر بالكفاءات والعناصر الطموحة، ولكن ما ينقص هذه العناصر، حقيقة، هو التدريب والتأهيل ضمن مجالات التنمية الإدارية.
بناء قدرات
وفي هذا الجانب عمدت الوزارة لإجراء دورات تدريبية للمرشّحين من قبل وزارات الدولة، وبحسب التقرير الصادر عن الوزارة فإن عدد الدورات المقررة يصل إلى 16 دورة، نفذت منها عشر دورات، حيث إن الهدف الحقيقي منها هو بناء قدرات العاملين في الجهات العامة لتمكينهم من تنفيذ المشروع الوطني للإصلاح الإداري بدقة وفق البرنامج الموضوع لدى الوزارة من خلال نقل خبراتهم التي يملكونها في الجهات العامة إلى الفئات الأخرى من الموظفين، بالإضافة إلى المهارات التي يكتسبونها خلال برنامج TOT، دورة إعداد مدرب، ونقلها إلى الجهات العامة لديهم، إلى جانب التوفير على الجهات العامة لجهة استقدام مدربين من خارج القطاع العام لتنفيذ هذه البرامج، ونوّه التقرير إلى أن الالتزام الذي يترتب على العامل بعد خضوعه لدورة إعداد مدرب أمام الجهة العامة التي يتبع لها هو التزام طوعي، وذلك حسب إمكاناته العلمية في تنفيذ خطة التدريب لدى جهته العامة.
آليات الاختيار
مدير إدارة الموارد البشرية في وزارة التنمية الإدارية غياث فطوم أشار إلى أن آلية الترشيح لهذه الدورات تتم من خلال مخاطبة وزارة التنمية الإدارية للجهات العامة لترشيح عاملين من الفئة الأولى لاتباع دورة مدرب بهدف تأهيلهم لتنفيذ الخطط التدريبية في الجهات التي يعملون فيها، مبيّناً أن آلية اختيار المرشّحين تمت من خلال إجراء مقابلة شفهية لهم من الجهات العامة أمام لجنة مؤلفة من معاون الوزير، ومدير إدارة الموارد البشرية، وخبير في التدريب الإداري، ومدير مشروع الإصلاح الإداري في الجهة المعنية، في حين أن معايير القبول هي حصول المرشّح على علامة من مئة تتوزع على الدرجة العلمية، والخبرة الوظيفية، والخبرة التدريبية، والقدرة على التواصل، والثقة بالنفس، وحسن الإصغاء، وبالتالي الذي يحصل على الدرجات الأعلى يكون مرشّحاً أقرب لاتباع الدورة، وبخصوص محتويات الدورة فإنها تتلخص بالتعريف بمدخل إلى علم التدريب، ومهارات العرض والإلقاء، وإعداد الحقائب التدريبية، مع الإشارة إلى أن الدورات باشرت بالانطلاق منذ 23/8 من هذا العام، بمعدل كل أسبوع دورة إن لم يحدث أي طارئ، وأوضح فطوم أن الجهات العامة لا تتدخل بفرض أي مرشّح، إنما ينحصر دورها بإرسال المرشّحين وفق رؤيتها، ورغبة العامل لديها لاتباع الدورة.
مواهب مغمورة
المدرب في برنامج TOT بوزارة التنمية الإدارية الدكتور هيثم علي وصف ما لجأت إليه الوزارة في هذا الاتجاه بالخطوة المهمة، لاسيما أنها تأتي ضمن سياق المشروع الوطني للإصلاح الإداري، موضحاً أن الأهمية هنا تكمن في اكتشاف مواهب وقدرات موظفي القطاع العام، ليقوموا في مرحلة لاحقة بالتدريب ضمن مؤسساتهم الحكومية، وضمن القطاعات التي يعملون بها، وتأتي أهمية البرنامج التدريبي في الكشف عن مواهب مغمورة أو غير مغمورة بالنسبة للمؤسسات الحكومية، وعن مهمة المدربين في هذا البرنامج التدريبي قال علي إنها تتجسد بالكشف عن إمكانيات وملكات هؤلاء الأشخاص الذين يتبعون هذه الدورة لتحديد مدى إمكانياتهم للمضي قدماً في قطاع التدريب واحترافه في القطاع الحكومي، ويركز علي على محورين: الأول هو مهارات العرض والإلقاء، وهو محور مهم جداً في عملية التدريب والتواصل مع الآخرين لإيصال المعلومات بتأثير معين، وبأسلوب ممتع وشيق للمتدربين، والثاني هو مهارات التواصل ضمن القاعة التدريبية، حيث يتم توجيه وتدريب متبعي هذه الدورة على كيفية التعامل مع كافة الأنماط، لاسيما في ظل وجود أنماط مختلفة، وكيفية التعامل مع الشرائح الموجودة في قاعة التدريب، لافتاً إلى أن هذا الدورات خطوة مهمة جداً في تهيئة وتدريب وتأهيل كوادر نوعية بعد الكشف عن مواهبهم ليصبحوا مدربين معتمدين في المرحلة اللاحقة، وليقوموا بالتدريب ضمن منشآتهم وقطاعاتهم.