“طالي الكنعاني” لإبراهيم فاضل في صالون عزوز الثقافي
بدأت جلسات صالون عزوز الثقافي تتفاعل مع الأدب والرواية مع أنها جلسات محدودة العدد وليست مفتوحة كباقي الصالونات التي بدأت بالتزايد في مدينة سلمية، ولأن صالون عزوز يمتد تأسيسه لسنوات طويلة مضت، فما زال حاضراً بجلساته الأسبوعية مع أعضائه، وها هو يفتح صفحات صالونه لمادة دسمة في جلسته الثقافية تناول مسرحية “طالي الكنعاني” للراحل د. إبراهيم فاضل.
وبدأت الجلسة من خلال وجبة دسمة للأخبار الثقافية تخللها زاوية كتاب للباحث نزار كحلة لرواية “العصاة” للأديب السوري صدقي إسماعيل، لينتقل الحضور لمناقشة الرواية المسرحية “طالي الكنعاني”، التي اعتبر القاص محمد عزوز أنها استطاعت أن تقدم المعرفة على لسان أبطالها وعلى الأخص طالي والجيداء لكن أسلوبها القسري يصعب تحويلها كعمل مسرحي على الخشبة لأن طبيعتها تعريفية تعليمية، وتمنى لو أن الرواية قدمت نفسها بشكلها البحثي كأعمال الراحل الفاضل، فيما أبدى القاص أكرم جاكيش إعجابه بغلاف الرواية، وبين أن المؤلف أورد أسماء فيها لها مدلولات تاريخية لأن الجيداء هي المعرفة ولتبقى أرض كنعان مهد الحضارة الإنسانية. واعتبر الشاعر علي أسعد ياغي أن الرواية أشارت بشكل وافِ إلى أن الكنعانيين علّموا أوروبا أن العرب كانوا سباقين في كل العلوم، ولتكن اللغة علمية فلسفية وذلك يصعب تجسيدها مسرحياً، وأكد الباحث نزار كحلة على ما أكد عليه المؤلف بأن طاليس هو طالي الكنعاني، وهو أول من اعتبر فيلسوفاً مادياً، مبيناً أن المسرحية تصنف بالتاريخية لذا لم يكن الفعل المسرحي ناجحاً، وقدّم الباحث محمد الخطيب رأيه على أن المسرحية فانتازيا تاريخية استحضرت شخوصها من عمق التاريخ إضافة لشخصيات معاصرة، واختتم الحوار الشاعر فائق موسى بأن الرواية يمكن اعتبارها مسرحية ذهنية ولكنها لا تصلح للتمثيل لأن حواراتها فكرية يتداخل فيها الزمان والمكان طرح من خلالها الكاتب أفكاره العلمية الفلسفية عبر بطلها طالي الكنعاني وكان للخيال دور كبير فيها.
ومن خلال ما تقدم من آراء للباحثين في الصالون يمكن القول: إن الرواية “طالي الكنعاني” بوضعها المكاني والزماني لا يمكن لأي مخرج أن يترجمها على الخشبة، ولكن يمكن أن تعد إعداداً مسرحياً لتكون مسرحية رشيقة على الخشبة لما تملكه من أفكار وصور يدخل فيها الخيال بالتاريخ بالواقع المعاش، فهل سنرى معداً يتصدى لهذه الرواية لتكون عملاً مسرحياً يضاهي الأعمال المسرحية الأجنبية إن لم يتفوق عليها التي يخرجها المخرجين السوريين؟ نتمنى ذلك.
نزار جمول