السيدة أسماء الأسد تستقبل كوزينتسوفا: العمل الجاد لإعادة دمج وتأهيل أطفال اللاجئين
استقبلت السيدة أسماء الأسد اليوم السيدة آنا كوزينتسوفا مفوضة رئيس روسيا الاتحادية لحقوق الأطفال والوفد المرافق.
ودار الحديث خلال اللقاء حول الجهود السورية والروسية المشتركة لإخراج الأطفال الروس من مخيمي الهول والروج، والتسهيلات والدعم الجسدي والنفسي والتربوي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال الذي تقدّمه الدولة السورية في هذا الشأن.
وأكدت السيدة أسماء الأسد استعداد سورية دائماً للتعاون في هذا الشأن حتى إخراج آخر طفل روسي من هذه المخيمات، مشددة في الوقت نفسه أن الدولة السورية تسعى، وعلى أكثر من صعيد وبالتعاون مع الجانب الروسي، وبشكل متواز وحثيث لإخراج الأطفال السوريين أيضاً من هذه المخيمات، والعمل الجاد لإعادة دمج وتأهيل أطفال اللاجئين العائدين مع أسرهم من دول اللجوء، والذين عاشوا ظروفاً غير طبيعية في السنوات الأخيرة.
السيدة كوزينتسوفا ثمّنت الجهود السورية لإعادة الأطفال الروس، مؤكدة أن روسيا ستعمل جاهدة مع الدولة السورية لتبادل الخبرات فيما يتعلق بدمج وتأهيل الأطفال السوريين اللاجئين العائدين إلى ديارهم.
وفي هذا الصدد اتفق الجانبان على ضرورة العمل المشترك لإطلاق حوار بناء وفعّال حول قضية الأطفال ودمجهم في المجتمع الأم، سواء القادمين من دول اللجوء أو الأطفال الذين عاشوا سنوات طويلة تحت نير الإرهاب والأفكار الشاذة للمجموعات الإرهابية المسلحة، والطرق المثلى لإعادة بنائهم تربوياً ونفسياً وفكرياً ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعهم.
كما اتفق الجانبان على الاستمرار بالعمل في هذا الشأن لوضع تصوّر واضح يؤطّر هذا الملف ويطلقه على المستوى الدولي، بالتعاون بين روسيا وسورية، لوضع الجميع أمام مسؤولياته، سواء الدول التي تدّعي الحفاظ والخشية على حقوق الأطفال أو حتى المنظمات الدولية المتخصصة بهذا الشأن.
حضر اللقاء من الجانب السوري كل من الدكتورة سلوى العبد الله وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، ولونه الشبل المستشارة الخاصة لرئيس الجمهورية، وخالد حبوباتي رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وفارس كلاس عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية، ودانة بشكور مديرة مكتب السيدة الأولى، وكامل صقر المسؤول الإعلامي ببرنامج جريح الوطن. ومن الجانب الروسي كل من أوليغ سالاغاي معاون وزير الصحة في روسيا الاتحادية، وناتاليا شوميلوفا المساعدة الخاصة بالمفوضة، وإيلدار كوربانوف المستشار الأعلى لسفير روسيا الاتحادية في دمشق، وزاؤور غوسينوف القنصل في سفارة روسيا الاتحادية في دمشق.
مواصلة المساعي الروسية السورية لإجلاء الأطفال الروس من مخيم الهول
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد التقى كوزنيتسوفا والوفد المرافق.
وأكد الجانبان على علاقات الصداقة والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة في مجال العمل الإنساني ومكافحة الإرهاب في سورية.
وعبر الدكتور المقداد خلال اللقاء عن ارتياحه لعملية إجلاء الأطفال الروس من مخيم الهول، في إطار التنسيق المشترك بين الحكومتين السورية والروسية، على عكس ما تقوم به بعض الدول الغربية التي تقوم بإخراج مواطنيها من المخيم بالتعامل مع الميليشيات الانفصالية المسلحة وتهريبهم عبر الحدود، منتهكة بذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكد الدكتور المقداد على مواصلة المساعي الروسية السورية البناءة لإجلاء جميع الأطفال الروس من المخيم وإعادتهم إلى وطنهم، مشيراً إلى أن الدولة السورية جاهزة من جانبها لتقديم التسهيلات اللازمة لذلك.
ولفت نائب الوزير إلى أن الدول الأخرى الراغبة بإخراج أطفالها ومواطنيها من مخيم الهول عليها أن تقوم بذلك بالتنسيق والتعاون التام مع الدولة السورية، مؤكداً وجوب العمل على تضافر الجهود من أجل استعادة الحياة الطبيعية لأولئك الأطفال أسوة ببقية أطفال العالم.
من جانب آخر شكر الدكتور المقداد كوزنيتسوفا على مشاركتها في المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين المنعقد حالياً في دمشق، منوهاً بالجهود الروسية السورية المشتركة لإنجاح هذا المؤتمر، الذي برهن عزم الجمهورية العربية السورية على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم.
واعتبر نائب الوزير أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي عملت على محاربة انعقاد المؤتمر يعري الأهداف الحقيقية لهذه الدول التي لا تريد الخير لسورية وللاجئين السوريين، وأن هذه المقاطعة كشفت زيف ادعاءات هذه الدول ونفاقها.
بدورها نوّهت مفوضة الرئيس الروسي لشؤون الطفل إلى مستوى التعاون المثمر الذي أظهرته الحكومة السورية لتسهيل العودة الآمنة والصحية للأطفال الروس المتواجدين في مخيم الهول إلى وطنهم الأم روسيا، مشيرة إلى أن الأطفال الذين استعيدوا تم إدماجهم من جديد في المجتمع الروسي لممارسة حياتهم الطبيعية.
وأشادت كوزنيتسوفا بالجهود الإنسانية التي تبذلها الحكومة السورية للتخفيف من معاناة الأطفال جراء الإرهاب الذي تعرّضت له سورية، مؤكدة حرص الاتحاد الروسي على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية.
حضر اللقاء من الجانب السوري السفير ميلاد عطية مدير إدارة المنظمات والدكتور عبد الله حلاق مدير مكتب نائب الوزير ويامن بدر من مكتب نائب الوزير.
ومن الجانب الروسي أوليغ سالاغاي معاون وزير الصحة وإيلدار قربانوف القائم بأعمال السفارة الروسية بدمشق وناتاليا شوميلوفا مساعدة مفوض الرئيس الروسي لشؤون الطفل وسيرغي دوتوف منسق من وزارة الدفاع.