جرائم ومخالفات لا يعاقب عليها القانون!
أكرم شريم
من المعروف أن القوانين كلّها، وفي كل أنحاء العالم تعاقب المجرم على جريمته، والجاني على جنايته، والمخالف على مخالفته، ولكن توجد جرائم وجنايات ومخالفات لا يعاقب عليها القانون، لأنه قد لا يراها، أو أنه إذا رآها وعرفها فإن من ارتكبها يكون أقوى من القانون، مثل صفقة صاحب القرن، وكيف وهو يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق، وهل يعقل أن تصبح القدس والجولان السورية للمحتلين، وكل شعوب العالم تعلم، أن القدس هي المكان المقدّس لممارسة الحج الديني لكل المسيحيين على وجه الأرض، ولممارسة الحج الديني لكل المسلمين على وجه الأرض. ونقول ذلك، لأن هذا الرئيس الجديد (جو بايدن) عليه إذا كان ديمقراطياً حقيقياً ويمثل حزبه الديمقراطي بشكل صحيح وسليم وحقيقي أن يلغي “صفقة القرن”، ويعيد للقوانين والشرائع الدولية أهميتها مثل (حلّ الدولتين) ولكل الشعوب كلّ حقوقها التي حاول (ترامب) الاعتداء عليها، وإلا فإن الديمقراطية والديمقراطيين في أمريكا أمر يحتاج إلى معرفة جديدة لكي نعرف حقاً هل توجد ديمقراطية صحيحة في أمريكا؟! لأن النظام الديمقراطي الصحيح لا يمكن أن يقبل أو يوافق على احتلال الشعوب وإعطاء المحتل الحقّ في أن يحتل ويستوطن أكثر وبشكل دائم ومستمر!، وسيأتي الوقت المنتظر الذي تنتظره وتحتاجه كل شعوب الأرض، وهو أن يصبح الشعب هو الذي يحكم، سواء بالديمقراطية أو بالشمولية أو بالقانون وبكل الطرق والوسائل الممكنة!.
وهناك أيضاً جرائم وجنايات ومخالفات لا يعاقب عليها القانون، مثل العنصرية وما تؤجّجه وتنشره من الأحقاد وما يتبع ذلك أحياناً من جرائم واعتداءات، وكذلك الإقليمية وهذه المشاعر الإنسانية الناقصة والمخالفة حين يشعر الإنسان أنه أفضل من غيره بسبب مكان ولادته أو مكان إقامته، وكذلك الطائفية، والعرقية وما تخلقه هذه وتلك من الأحقاد بسبب كلّ ذلك، وما تؤدي إليه هذه الأحقاد، وهي دائماً ليست أقل من جريمة حتى لو لم يكن فيها قتل، أو تعمّد قتل، وهي دائماً ليست أقل من الجناية أو المخالفة القانونية، حتى لو لم يكن فيها جناية مباشرة يمسكها القانون ويحاسب ويعاقب عليها، لأنها غير مباشرة، وغير ظاهر لنا أصحابها كالحقد العرقي أو الإقليمي أو الديني، ولا يعاقب أو يخالف عليها القانون، على الرغم من أنها قد تكون ضارة جداً ومؤذية وتشكّل بؤرة من مشاعر الكراهية الدائمة وتغلي بشكل دائم وتهدّد كل من حولها، تهدّد الإنسان وكل أفراد أسرته، وعمله ومستقبله وما أكثر ذلك في حياة الشعوب، ودون أية أسباب موضوعية أو مقنعة أو طبيعية أو صحيحة، وخاصة من أعدائنا وأعداء الشعوب غير الظاهرين وغير المعروفين دائماً وباستمرار، وما هو رأيك وقبل كل شيء بمن يزوج ابنته وهي قبل سن الرشد؟!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم، إذا أردت أن تحمي نفسك وأسرتك وشعبك ووطنك فعليك أن تتخلّص من أية مشاعر ضدهم جميعاً لأنهم كيان واحد، وحتى لو احتاج ذلك أن تراجع طبيباً نفسياً، فهم كيان واحد دائماً وباستمرار، فالإنسان كما قلنا سابقاً يولد من رحم الأم إلى رحم الوطن.