البيان الختامي لمؤتمر عودة اللاجئين: المجتمع الدولي لدعم سورية
“البعث الأسبوعية” ــ سانا
أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي عقد في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق، يومي الأربعاء والخميس، التمسك الثابت بسيادة واستقلال ووحدة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها وكذلك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وعير البيان الذي تلاه معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان عن الحزم في مواجهة جميع المحاولات الرامية إلى تقويض السيادة الوطنية ووحدة أراضي سورية، وشدد على مواصلة محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وصولاً إلى القضاء النهائي على تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين وجميع الأشخاص والجماعات والمؤسسات والتنظيمات ذات الصلة بالقاعدة و”داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي.
وعبّر البيان عن القناعة بأن الأزمة في سورية لا يمكن حلها عسكرياً بل سياسياً عبر عملية يقودها وينفذها السوريون بأنفسهم بمساعدة هيئة الأمم المتحدة مع التركيز على الدور المهم للجنة مناقشة الدستور التي شكلت تنفيذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي التي يجب أن تقتدي في عملها بالسعي إلى تعاون توافقي بناء دون تدخل خارجي أو فرض أطر زمنية معينة بغية التوصل إلى توافق عام بين أعضائها الأمر الذي يسمح بتحقيق الحد الأقصى من الدعم الواسع لنتائج عملها من قبل الشعب السوري.
وأعرب البيان عن القلق الكبير بشأن الوضع الإنساني في سورية وتأثير الوباء العالمي لفيروس كورونا مع الإشارة إلى أن هذا الأمر يزيد إلى حد كبير الصعوبات التي تواجه عمل منظومة الرعاية الصحية في البلاد والوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي مع التأكيد على رفض جميع العقوبات أحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وخاصة في ظروف الوباء العالمي وإدانة الاستيلاء غير المشروع على الموارد النفطية ونقلها في إطار
صفقة بين شركة مرخصة من الولايات المتحدة وما تسمى نفسها “إدارة الحكم الذاتي الكردي”، فتلك الموارد يجب أن تكون ملكاً للجمهورية العربية السورية.
وأشار البيان إلى أهمية إحراز تقدم في عملية تسوية أكثر شمولية تساعد على تعبئة الجهود الإنسانية المتكاملة لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء الأراضي السورية دون تمييز أو تسييس ووضع شروط مسبقة وكذلك التأكيد على بناء الثقة بين السوريين وتحقيق المصالحة الوطنية.
ولفت البيان إلى ضرورة المساعدة على العودة الآمنة الطوعية للمهجرين والنازحين إلى أماكن إقامتهم المختارة واعادة إعمار المناطق المتضررة وفق القانون الدولي ووفق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 2254. وفي هذا السياق، دعا المؤتمر المجتمع الدولي لتقديم الدعم المناسب لتوفير السكن للمهجرين وعودتهم للحياة الطبيعية وزيادة مساهمته ودعمه لسورية بما في ذلك العمل من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار المبكر متضمنة المرافق الأساسية للبنية التحتية كالمياه والكهرباء والمدارس والمشافي وتقديم الرعاية الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية وكذلك العملية الإنسانية لنزع الألغام.
وجدد البيان التأكيد على استعداد الحكومة السورية ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم مع دعوة المجتمع الدولي ووكالات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة إلى تقديم الدعم اللازم للمهجرين والنازحين السوريين وكذلك دعم سورية والبلدان المضيفة لضمان حقهم المشروع والثابت في العودة.
وأعرب سوسان عن شكر سورية لكل الدول التي شاركت في المؤتمر وخاصة الأصدقاء في روسيا الاتحادية وفي هيئة التنسيق المشتركة في روسيا على الجهود المضنية والتعاون المثمر البناء والذي ساهم بفاعلية بتهيئة الأجواء لانعقاد هذا المؤتمر، وقال نتمنى أن تكون رسالتنا من هذا المؤتمر قد وصلت وبشكل خاص إلى أخوتنا الذين هجرهم الإرهاب بأن موعدنا معهم على أرض سورية الغالية، كما نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى أولئك الذين لايزالون يستمرون في تسييس الوضع الإنساني في سورية.. توقفوا عن ذلك لأنكم لن تحققوا شيئا من هذا وستفشلون كما فشلتم في مختلف جوانب الحرب على سورية.
لافرنتييف: عرقلة غربية
من جهته، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف في الجلسة الختامية أن مشاركة 27 دولة ومنظمة في المؤتمر تؤكد نجاحه، وأوضح أن عقد المؤتمر يؤكد أن سورية تنتظر عودة جميع اللاجئين في الخارج بعد أن أوجدت الطرق والمبادرات لحل هذه المسألة التي سيعطي حلها دفعا للحياة الإنسانية في سورية.
وأشار لافرنتييف إلى أن هناك الكثير من السياسات العدائية التي تعرقل عودة اللاجئين ومنها احتلال بعض المناطق في سورية وسرقة ثرواتها ومواردها إضافة إلى الإجراءات الاقتصادية الأحادية الغربية المفروضة على الشعب السوري الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود والعمل لمواجهة هذه الأعمال وتجاوزها.
وشدد لافرنتييف على أن سورية وروسيا جاهزتان لتقديم كل ما يسهم في تيسير عودة اللاجئين مجدداً دعوة جميع الدول ومنظمة الأمم المتحدة لدعم خطوات حل هذه المسألة التي تحمل طابعاً إنسانياً بهدف إعادة اللاجئين إلى بلدهم.
من جهته قال رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين ميخائيل ميزينتسيف إنه لولا الحماسة والرغبة بالعمل والدعم من أصدقائنا السوريين لما عقد هذا المؤتمر ولما تم تنفيذه بهذا الشكل الناجح لافتاً إلى أن المؤتمر يشكل بداية لمرحلة جديدة لعودة اللاجئين وتحقيق الاستقرار على الأراضي السورية الأمر الذي يتطلب من المنظمات الدولية تقديم المساعدة بشكل عملي على الأرض وليس فقط بشكل نظري.
وأضاف ميزينتسيف إن كثيراً من الدول الغربية رفضت المشاركة بهذا المؤتمر وندعوها للقدوم إلى سورية لتتأكد شخصياً من وجود ظروف آمنة وكريمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم مبيناً أن المشاركين في المؤتمر زاروا مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة والذي عاد عبره أكثر من 60 ألف لاجئ.
وبين ميزينتسيف أنه بفضل الإجراءات المتخذة مسبقاً من سورية عاد كثير من اللاجئين إلى أماكن الإقامة المختارة وأمنت لهم كل الظروف اللازمة وقدمت الخدمات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية الضرورية بصورة مجانية وتمت عودة المواطنين إلى عملهم وبدأ الأطفال بالذهاب إلى المدارس.
مجموعات العمل
وفي إطار أعمال المؤتمر، ناقشت مجموعة العمل لشؤون العلم والتعليم من اللجنة السورية – الروسية الدائمة للتعاون كيفية تطوير التعاون التقني والعلمي والثقافي بمجالات محددة وفي قطاع الجامعات والأكاديميات ومراكز البحوث وقطاع التربية والتعليم الابتدائي للاستفادة من خبرات روسيا في تطوير هذه القطاعات.
وخلال اجتماع عمل بين ممثلي وزارة الاتصالات والتقانة السورية وممثلي وزارة التنمية الرقمية في روسيا تمت مناقشة إعادة تأهيل وبناء شبكة الاتصالات في سورية التي دمرت جراء الإرهاب وشرح حاجات الشركة السورية للاتصالات وما يتوافر لديها من تجهيزات وكابلات بأنواعها، إضافة إلى التعاون في مجال التعليم الالكتروني والحكومة الالكترونية.
وبحث اجتماع بين ممثلي وزارة الصحة وممثلي هيئة الرقابة الروسية وهيئة التعاون الروسية توقيع مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الأمراض المعدية إضافة لمباحثات بين ممثلي وزارة الصحة وممثلي وزارة التجارة والصناعة في روسيا الاتحادية حول مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال تداول المستحضرات الدوائية والمعدات الطبية.
كما جرى لقاء بين ممثلي وزارة التجارة والصناعة الروسية وشركة سوفوكريم ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تم خلاله مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجانبين وتطويره. وركز اجتماع بين وزارة النفط والثروة المعدنية وممثلي وزارة الصناعة والتجارة الروسية وشركة فيا انفيست الروسية على تأمين مستلزمات الإنتاج للشركات النفطية السورية.
صباغ وسابلين.. تعاون إنساني
وأشار رئيس مجلس الشعب حموده صباغ خلال لقائه ديمتري سابلين عضو مجلس الدوما الروسي إلى اهمية القضايا المشتركة بين الشعبين الصديقين معرباً عن أمله بزيادة حجم التعاون على كل الأصعدة وخاصة في المجال الإنساني موضحاً أن انتشار وباء كورونا في سورية لا يزال ضمن الحدود المقبولة رغم العقوبات المفروضة على الشعب السوري والتي طالت الأدوية وأجهزة التنفس التي تعد ضرورية لمجابهة هذا الوباء.
من جانبه لفت سابلين إلى أن يتم العمل على قرارات لتقديم الدعم الاقتصادي لسورية والعمل المشترك لبناء مشاف ومراكز صحية متطورة تأكيدا لعلاقات الصداقة بين البلدين.
المهندس عرنوس وفاديموفيتش.. شراكات صناعية
وتناول لقاء رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس مع وزير الشؤون الخارجية في جمهورية أبخازيا داوور كوفيه فاديموفيتش إقامة مشروعات وشراكات صناعية تؤمن احتياجات سوقي البلدين وتفتح آفاق التعاون المشترك حيث تم التأكيد على ضرورة الإسراع بتشكيل اللجنة الوزارية المشتركة ومجلس رجال الأعمال لتفعيل التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل البحري والجوي.
المقداد لـ كوزنيتسوفا
والتقى نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد مفوضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحقوق الطفل آنا كوزنيتسوفا. وعبر المقداد عن ارتياحه لعملية إجلاء الأطفال الروس من مخيم الهول في إطار التنسيق المشترك بين الحكومتين السورية والروسية على عكس ما تقوم به بعض الدول الغربية التي تقوم بإخراج مواطنيها من المخيم بالتعامل مع الميليشيات الانفصالية المسلحة وتهريبهم عبر الحدود منتهكة بذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
ولفت نائب الوزير إلى أن الدول الأخرى الراغبة بإخراج أطفالها ومواطنيها من مخيم الهول عليها أن تقوم بذلك بالتنسيق والتعاون التام مع الدولة السورية، واعتبر أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي عملت على محاربة انعقاد المؤتمر يعري الأهداف الحقيقية لهذه الدول التي لا تريد الخير لسورية وللاجئين السوريين وأن هذه المقاطعة كشفت زيف ادعاءات هذه الدول ونفاقها.
وفي تصريح صحفي عقب اللقاء أكد الدكتور المقداد أن موضوع عودة اللاجئين إلى سورية ورقة إنسانية وليست سياسية وبلادنا تقدم كل المساعدة من أجل عدم تحميل الأطفال مسؤءولية انضمام آبائهم للتنظيمات الإرهابية
ممثلية تجارية ومليار دولار
وفيما وقع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين مرسوما يقضي بفتح ممثلية تجارية لروسيا هذا العام في سورية، أعلن ميخائيل ميزينتسيف رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين أن روسيا خصصت أكثر من مليار دولار لإعادة إعمار الشبكات الكهربائية والصناعات وأغراض إنسانية أخرى في سورية
اتفاق تعاون في التعليم الثانوي
كما وقعت وزارتا التربية السورية والروسية اتفاق تعاون في مجال التعليم الثانوي العام والمهني والتكميلي الإضافي يهدف إلى تعزيز العلاقات الودية والروابط التعليمية الوثيقة بين البلدين وذلك تجسيداً للرغبة المشتركة للشعبين الصديقين.
نحو 100 وسيلة إعلامية
واستقطب المؤتمر تغطية إعلامية واسعة شارك فيها أكثر من 300 إعلامي ومصور يمثلون صحفاً ومجلات وقنوات تلفزيونية ومواقع الكترونية وإذاعات ووسائل إعلام أجنبية وعربية معتمدة في دمشق غطت المؤتمر إلى جانب نحو 70 إعلامياً حضروا مع الوفد الروسي من روسيا والصين وأرمينيا وفيتنام والفلبين.
وقدمت وزارة الإعلام التسهيلات من خلال مركز إعلامي يوفر كل الخدمات اللازمة للعمل الإعلامي.