ترامب يعترف بهزيمته.. بولتون: يسبب ضرراً كبيراً للأمن القومي
استمر اليوم الأحد الجمود السياسي، الذي يؤخّر المرحلة الانتقالية لتسليم القيادة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، فيما حذر مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب جون بولتون من أن الأخير قد يسبب ضرراً كبيراً للأمن القومي، معرباً عن مخاوفه من أنه لن يرحل بهدوء بعد خسارة الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن.
وقال بولتون، في لقاء مع قناة “سي أن أن” الأميركية، إن “الكثير من الناس يعتقدون أو على الأقل يأملون أنه سيدرك أنه خسر وسيذهب بهدوء، ولكن أشعر بالخوف من أن رد الفعل سيكون عكس ذلك تماماً.
وأضاف: “أعتقد، وأنا أتحدث كجمهوري، أن طريقة احتواء الضرر ليس فقط على البلد، ولكن بالنسبة للحزب، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل البعض الآن، للاعتراف بالواقع وإدراك أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب”.
وحول مزاعم تزوير الانتخابات التي يرددها ترامب، قال بولتون: “لقد سمعنا منذ الانتخابات عن أدلة هائلة كانت ستظهر تزويراً ومؤامرة كبيرة، لكننا لم نر ذلك حتى الآن، ولا أعتقد أن هناك أي شيء”.
كما أضاف “أعتقد أنه كلما طالت مدة هذا الأمر كلما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة وسمعتها على المستوى الدولي على وجه الخصوص، عندما يرون رئيساً منفصلاً عن الواقع أكثر مما كان عليه من قبل.
وحول الأمن القومي الأميركي، قال بولتون “أعتقد أن هناك الكثير من الضرر الذي يمكنه فعله”، وأشار في حديثه إلى إقالة ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر، معتبراً أن القرار يبدو بسبب دوافع شخصية وقد يكون له “أضرار جسيمة”.
كذلك انتقد بولتون وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميللر الذي عينه ترامب، ووصفه أنه “قليل الخبرة للغاية”، لكنه أكد ثقته في القيادات العسكرية.
في سياق متصل، أكّد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أنه يعتقد أن البلاد تسير على “مسار خطير” بحسب تعبيره، كما هاجم أعضاء الحزب “الجمهوري” لوقوفهم مع ترامب في مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية.
وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ الانتخابات، تحدث أوباما إلى برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي إس” الأميركية حول “المزاعم التي لا أساس لها من الصحة الصادرة عن حملة ترامب بأن الانتخابات سُرقت منهم”.
ويرفض ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني الجاري. ويُشكّل رفض ترامب نتائج الانتخابات “خطراً جسيماً على الأمن القومي”، بحسب ما حذّر أكثر من 150 من كبار المسؤولين الأميركيين، في رسالة كشفها موقع “بوليتيكو”.
وكان بايدن عزز في وقت سابق فوزه بالانتخابات بانتزاع ولايتي أريزونا وجورجيا، لكن عملية نقل السلطات لإدارته لا تزال في حالة سبات سياسي إذ يرفض ترامب قبول الهزيمة ويواصل وفريقه الانتخابي العمل على رفع دعاوى قضائية للطعن بنتيجة الانتخابات والادعاء بحدوث عمليات تزوير في فرز الأصوات.
وفي آخر المستجدات، اعترف ترامب بفوز منافسه الديمقراطي في الانتخابات، لكنه أصرّ على أن سبب ذلك يعود إلى تزوير نتائج التصويت.
وجاء ذلك في تغريدة نشرها ترامب اليوم الأحد على حسابه في “تويتر” تعليقا على تقرير تلفزيوني لقناة “فوكس نيوز” تساءل فيه المذيع بشأن كيفية فوز بايدن في التصويت، وأشار إلى أن بايدن “كان مقتنعا بأنه سيخسر” قبيل الانتخابات، وذكر ترامب في تغريدته: “فاز (بايدن) لأن الانتخابات كانت مزورة”.
وكرر ترامب اتهامه بمنع المراقبين والمشرفين على التصويت بأداء مهامهم، مشيراً إلى أن مهمة فرز الأصوات تعود إلى شركة Dominion الخاصة التي وصفها “يسارية متطرفة” و”سيئة الصيت”، وندد بالمعدات التقنية التي تستخدمها.
وشدد الرئيس الجمهوري أن المشاكل الفنية التي حصلت في يوم التصويت تمثّل في الواقع محاولات لسرقة الأصوات، مضيفاً:” “نجحوا في كثير من الأمور لكن لم يتم إمساكهم. التصويت عبر البريد مزحة سمجة!”.