مخطط استيطاني يقطع التواصل بين القدس وبيت لحم
في خطوات متسارعة ومتلاحقة، تصعّد سلطات الاحتلال من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث أعلنت سلطات الاحتلال مخططاً استيطانياً جديداً لإقامة 1257 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة.
ويهدف المخطط لتوسعة مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في قرية بيت صفافا جنوب القدس، ويهدد بقطع التواصل الجغرافي بين شرق القدس المحتلة وبيت لحم.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن إعلان سلطات الاحتلال مخططاً لإقامة 1257 وحدة استيطانية جنوب القدس انتهاك لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان، وقال أبو ردينة: “إنّ سلطات الاحتلال تستغلّ دعم الإدارة الأمريكية اللامحدود من أجل التوسع الاستيطاني والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية لإنهاء أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وأشار أبو ردينة إلى أن الزيارة المزمعة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء المقبل لعدد من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية سابقة خطيرة تؤكّد تحدي الإدارة الأمريكية لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار رقم 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان، ولفت إلى أن هذه الزيارة تعني أن الإدارة الامريكية أصبحت شريكاً أساسياً في احتلال الأراضي الفلسطينية، مشدّداً على أن الدعم الأمريكي للاستيطان لن يعطيه الشرعية ولن يغير من حقيقة أنه إلى زوال.
كما جدّد الاتحاد الأوروبي مطالبته سلطات الاحتلال بوقف جميع عملياتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً موقفه الرافض لهذه العمليات بوصفها “غير قانونية”، وقال مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان: “إنني قلق للغاية من إعلان “إسرائيل” إقامة وحدات استيطانية بين القدس المحتلة وبيت لحم بالضفة الغربية”.
وشدّد بوريل على أن موقف الاتحاد الأوروبي إزاء سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ثابت لا يتغير، إذ إن جميع العمليات الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال أراضي الفلسطينيين الزراعية في منطقة الرواق شرق قرية الحديدية بالأغوار في الضفة الغربية واعتدت على المزارعين وأجبرتهم على مغادرة أراضيهم.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال وادي السمن في الخليل بالضفة واعتقلت فلسطينيين اثنين.
كما أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها العسكرية في قرية المدية غرب مدينة رام الله قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، فيما استهدف طيران الاحتلال بعدة صواريخ أراضي زراعية شرق رفح جنوب قطاع غزة المحاصر، فيما استهدفت مدفعيته حي الزيتون شرق القطاع وغرب بيت لاهيا شماله ما ألحق أضراراً بممتلكات الفلسطينيين.
في سياق آخر، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والقانونية والإنسانية بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسير المهندس محمد الحلبي “42 عاماً” من قطاع غزة.
وقال أبو بكر: “إنّ الأسير الحلبي صاحب أطول محاكمة في تاريخ الحركة الأسيرة، واجه أكثر من 140 جلسة محاكمة خلال ثلاث سنوات ونصف، ولا يزال يعاني أمام ما يسمى بالقضاء الإسرائيلي الذي لم يستطع إدانته بأي تهمةٍ تذكر منذ اعتقاله في حزيران 2016”.
وأدانت الأمم المتحدة على لسان خبرائها قبل أيام مواصلة اعتقال الأسير الحلبي، وعدم إخضاعه لمحاكمة عادلة، حيث أكدوا أن ما يحدث للحلبي لا علاقة له بمعايير المحاكمة العادلة.