يريفان: إحباط محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأرميني
أعلن جهاز الأمن الوطني في أرمينيا أنه تم إحباط محاولة اغتيال رئيس الوزراء نيكول باشينيان.
وجاء في بيان صحافي للجهاز، أنه تم اعتقال رئيس حزب “الوطن” المعارض، المدير السابق لجهاز الأمن الوطني ارتور فينيسيان، ورئيس كتلة الحزب الجمهوري البرلمانية فاهرام بغداساريان، وهو الحزب الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق سيرج سرغسيان، بالإضافة إلى قائد مفرزة المتطوعين.
ووفقاً للتحقيق الأولي، فإن “المشاركين في المؤامرة كانوا يعتزمون قتل رئيس وزراء أرمينيا لتغيير الحكم”.
واستناداً إلى البيان، أسفرت عمليات التفتيش عن العثور على أسلحة آلية وصغيرة وذخيرة وقنابل يدوية وأسلحة أخرى، كما تم اعتقال رئيس حزب “اديكفاد” المعارض ارتور دانيئليان، مع رفاقٍ له.
ويواجه اتفاق وقف إطلاق النار الشامل الذي وقعته يريفان وباكو رفضاً كلياً من المعارضة الأرمينية، التي تتهم رئيس وزراء بلادها بـ”الخيانة” لقبوله بالاتفاق.
واحتشد الأربعاء الماضي ما بين 2000 – 3000 شخص من مناصري المعارضة، وسط العاصمة وهتفوا بشعارات ضد رئيس الحكومة نيكول باشينيان.
وبعيد إعلان وقف إطلاق النار، اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين مقري الحكومة والبرلمان، وكسروا زجاج النوافذ وخربوا المكاتب.
في هذا الوقت بدأت قوات روسية لحفظ السلام بالانتشار في منطقة النزاع، على مشارف المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الأرمينيين في أذربيجان، حيث وقعت أرمينيا وأذربيجان الثلاثاء اتفاقاً لإنهاء العمليات العسكرية برعاية موسكو، بعد معارك دامية استمرّت ستة أسابيع في إقليم ناغورنو كاراباخ.
ودافع رئيس الوزراء الأرميني، الذي تعتبره المعارضة مسؤولاً عن هذه “الهزيمة المخزية”، عن قراره الأربعاء، مؤكداً أن توقيع وقف المعارك كان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو كاراباخ، رغم أنها أصبحت ضعيفة وتقلّصت مساحتها.
وقال باشينيان، الذي وصل إلى الحكم عقب عام 2018، في فيديو نشره على موقع فيسبوك “احتفظنا بما لم نكن سنتمكن من الحفاظ عليها”، لو تواصلت المعارك.
وأتى توقيع الاتفاق بعد ساعات من تقديم باكو اعتذاراً رسمياً لموسكو على إسقاطها عن طريق الخطأ مروحية عسكرية روسية كانت تحلق فوق أرمينيا قرب الحدود الأذربيجانية، في حادث أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقم المروحية، وهي من طراز مي-24، وإصابة ثالث بجروح متوسطة الخطورة.
وتكثّفت الجهود الدبلوماسية في نهاية الأسبوع مع اشتداد المعارك قرب شوشة، التي يسمّيها الأرمن شوشي.
يأتي ذلك فيما أشعل سكان قرى في ناغورني قره باغ النيران في منازلهم السبت قبل فرارهم نحو أرمينيا، حيث من المقرر أن تستعيد أذربيجان الأحد السيطرة على مناطق من الإقليم.
وقال جندي من قرية شارختار في منطقة كالباجار التي ستسلم إلى باكو “إنه اليوم الأخير لنا هنا، غدا سيأتي الجنود الأذربيجانيون”.
وفي هذه القرية وحدها، التي تقع عند حدود منطقة مارتاكيرت المجاورة التي ستبقى تحت السيطرة الأرمينية، اشتعلت النيران في ستة منازل على الأقل صباح السبت.
وقال صاحب أحد هذه المنازل متجهّم الوجه وهو يرمي ألواحاً خشبية مشتعلة وخرق مبللة بالوقود في محاولة لإضرام النار في أرضية غرفة الجلوس في منزله الفارغ، “هذا منزلي، لا يمكنني تركه للأتراك” كما يسمي الأرمن الأذربيجانيين.
وأضاف “كنا ننتظر لنحزم أمرنا، لكن عندما بدؤوا تفكيك محطة الطاقة الكهرومائية فهمنا.. الجميع سيحرقون منزلهم اليوم، لقد أعطونا مهلة حتى منتصف الليل للمغادرة”. وتابع “لقد قمنا أيضاً بنقل قبور أهالينا، إذ سيسعد الأذربيجانيون بتدنيس قبورنا إنه أمر لا يحتمل.”.
والجمعة أضرمت النيران في عشرات المنازل على الأقل في القرية نفسها والمناطق المحيطة بها.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن المعارك في ناغورني قره باغ أسفرت عن أكثر من أربعة آلاف قتيل وثمانية آلاف جريح فضلاً عن عشرات آلاف النازحين، فيما أعلنت أرمينيا السبت مقتل أكثر من 2300 من جنودها.
وتبادلت أذربيجان وأرمينيا السبت جثث الجنود الذين قضوا في الاشتباكات الدائرة حول مدينة شوشة.