الرغيف في اللاذقية.. طاقة إنتاجية تغطّي الاحتياجات وتحسين الجودة أولوية!
تتعدد في اللاذقية تفاصيل و عناوين المشهد اليومي لتأمين رغيف الخبز على مستوى المحافظة ريفاً و مدينةً في القرى و الأحياء و المزارع والمؤسسات وعلى وجه التحديد في الحلقة الأهم وهي حلقة توزيع مادة الخبز في منافذ البيع بكل تنّوع أشكالها وطرائقها وآليات تنفيذها وهذه الحلقة تحديداً تهمّ المواطن أكثر من غيرها من حلقات متداخلة مترابطة في عملية إنتاج الرغيف وتوزيعه ففي حين يتم الاعتماد على منافذ البيع على اختلافها في المدينة سواء من منافذ المخابز أم في الأكشاك والكوى فأنه لا تتم الاستعانة بمعتمدين في مدينة اللاذقية وبالمقابل تتم الاستعانة على نحو واضح في ريف اللاذقية على المعتمدين في توزيع المادة إلى جانب منافذ البيع المباشر في المخابز وكما يطالعك في المشهد سيّارات جوّالة تجوب الأحياء و القرى لإيصال الرغيف و توزيعه و إذا كانت هذه الإجراءات تتلاحق تباعاً للتخفبف ما أمكن من الازدحام عبر تفريغ الضغط عن منافذ البيع المباشر في المخبز إلى الأكشاك و السيارات الجوالة و منافذ المؤسسات و برغم ذلك لاتزال مظاهر الازدحام تلوح في عدد من المخابز و أن خفّت نسبيا خلال الآونة قياسا على ما كان عليه الحال قبل عدة أشهر مضت و هذا يضع حلقة التوزيع باستمرار على رأس الأولويات ويجعلها مطروحة للمعالجة المستمرة أما جودة الرغيف فإنها تتباين بين هذا المخبز و ذاك و لعلّها تبقى الحلقة الأكثر استقطابا للأهمية و الاهتمام من خلال حزمة متكاملة من إجراءات تتلاحق فنيّاً و تقنيّأ لتحسين معايير الجودة برفع الكفاءة الفنية الإنتاجية لخطوط المخابز أما خطة العمل الجاري العمل عليها للتوسع في المخابز و إعادة تأهيل و صيانة الخطوط الإنتاجية فأنها تشكّل الأفق المرتقب الذي يُعوّل عليه في التطوير المستمر لعملية إنتاج الرغيف و توزيعه في محافظة اللاذقية.
المخابز تغطّي التوزع الجغرافي
وحول واقع رغيف الخبز في محافظة اللاذقية و الإجراءات المتخذة لتأمين مادة الخبز التقت ” البعث ” مدير فرع مؤسسة السورية للمخابز المهندس سعيد عيسى الذي أوضح أنه يتم تأمين مادة الخبز عن طريق المخابز العامة و تشمل المخابز التي تعمل بنظام الإدارة و هناك المخابز التي تعمل بنظام الإشراف إضافة إلى المخابز الخاصة و هذه المخابز الخاصة تغطي نسبة قدرها ٥٥ % على مستوى المحافظة أما النسبة المتبقية و قدرها ٤٥% فتغطيها المخابز العامة و تتوزع المخابز ضمن مدينة اللاذقية و جميع مناطق و مدن المحافظة و ريفها حيث لدينا ١٠ مخابز آلية تعمل بنظام الإدارة و ٧ مخابز تعمل بنظام الإشراف و لا تنحصر عملية بيع الخبز من منافذ المخابز و إنما لدينا أيضا حوالي ٥٠ كشك موزعة في كافة أرجاء المحافظة ريفاً و هناك أيضاً سيارات جوّالة كما يتم تزويد القرى و المزارع و جميع الأرياف عن طريق المعتمدين الذين يتزودون بالمادة من المخابز العامة إضافة إلى تغطية المخابز الخاصة للاحتياجات ضمن توزعها في كافة أرجاء المحافظة .
جودة إنتاج الرغيف
و حول جودة رغيف الخبز و الإجراءات المتخذة لضمان توفير هذه الجودة في الرغيف المنتج فقد أوضح المهندس عيسى أن جودة الرغيف تتحكم فيه ثلاثة عوامل هي : العامل البشري – العمل الفنّي – مستلزمات الإنتاج مشيرا إلى أنه بالنسبة لمستلزمات الإنتاج فهي متوفرة و ليس فيها أي مشكلة مطلقاً و اما العامل البشري فإن الشركة تعمل بأقصى حدّ ممكن على تدريب العمالة الموجودة لديها و التأهيل المستمر لهذه العمالة مع أنه هناك نقص واضح في العمالة على خطوط الإنتاج و لاسيما بالنسبة للعجّانين و خصوصاً أن العجّان هو العنصر الأساسي الأهم في حيّز العنصر البشري الذي يحدّد جودة الرغيف
الكفاءة الفنيّة للخطوط الإنتاجية
أما العامل الفنّي فأوضح م. عيسى أنه من الطبيعي أن تتحكم فيه الكفاءة الفنّية للخطوط الإنتاجية و هذه الكفاءة تتفاوت و تتباين من مخبز إلى آخر حسب قدم الخطوط حيث لدينا – بحسب عيسى – بعض الخطوط الإنتاجية القديمة حيث لدينا مخابز قديمة الخطوط مثل المخابز الآلية : الأول و الثاني و الثالث و قد عملنا على محاولة أن تعمل ثلاث خطوط في كل من المخبزين الثاني و الثالث و أن لا يبقى أي خط متوقف عن الإنتاج مع رفع الكفاءة الفنية للخطوط الإنتاجية حيث العملية مستمرة على رفع الكفاءة الفنية لأن هذه المخابز قديمة و تحتاج إلى صيانات بشكل دائم
التوسّع بمنافذ البيع
و أوضح مدير فرع السورية المخابز إلى أن هذا الرفع المستمر في الكفاءة الفنية ساهم إلى حدّ كبير في تخفيف الازدحام و تمكين المؤسسة من التوسع في منافذ بيع جديدة و أكشاك و تسيير سيارات جوّالة .
وحول الطاقة الإنتاجية لفت عيسى إلى أنها تبلغ بشكل عام نحو ٤١٥ طن دقيق يوميا على مستوى المحافظة و يصل عدد ربطات الخبز إلى ما يقارب ٤٥٠ ألف ربطة خبز.
العرض أكبر
و أكد أن تطبيق السعر الجديد و تخفيض الوزن و ما تبع ذلك من تخفيض،على كتلة المحافظة لم يؤثر أبداً على حجم العرض حيث يبقى عنصر العرض أكبر من حجم الطلب و لن يكون هناك أي تأثير على عرض المادة و توفيرها مشيراً إلى أن عدد مخابز فرع السورية المخابز يبلغ ١٧ مخبزاً و أن العمل على جودة الرغيف مستمر بكل السبل برغم صعوبة تثبيت كل العوامل الداخلة في موضوع الجودة مثل العامل البشري و أيضا العامل الفني حيث ليست جميع المخابز على سويّة واحدة من حيث الجودة و الكفاءة و التصاميم مع تباين و تمايز في هذا البعد الفنّي و لكن بالمجمل و في المحصلة فإن الجودة تبقى ضمن المقاييس و المعايير المحددة .
معالجة الازدحام
و حول ظاهرة الازدحام على الأفران و إجراءات التخفيف منها و معالجتها فقد أوضح المهندس عيسى أن الازدحام قد خفّ و انحسر كثيراً منذ قرابة شهر مقارنة مع الفترة السابقة و أنه لولا هذا الانحسار في الإزدحام لما تمكّن فرع المؤسسة من تسيير سيارات جوّالة إلى مختلف مناطق المحافظة أما استمرار ظاهرة الازدحام في مخبز الكرامة في حيّ الصليبية بمدينة اللاذقية فيعود – وفق المهندس عيسى – إلى حجم الرغيف الذي ينتجه مخبز الكرامة و هو خبز من القطع الصغير و يعدّ المخبز الوحيد على مستوى المحافظة و شبه الوحيد على مستوى القطر الذي ينتج رغيف خبز من حجم القطع الصغير و أن الكثير من المواطنين ممن يلجؤون إلى هذا المخبز فإنما من قبيل الذوق الاستهلاكي و ليس لأنهم لم يجدوا مادة الخبز في مخابز أخرى و لذلك فشدة الطلب عليه هو ذوق استهلاكي ليس أكثر .
استجرار الخبز إلى المؤسسات
و أيضاً هناك عامل آخر يدخل في شدة هذا الطلب بحسب ما أكده مدير فرع السورية المخابز الذي أوضح أن هناك ٣ مخابز تعمل و تنتج الرغيف في حيّ الصليبة و مشروع الصليبة و في نفس الحيّز الجغرافي لمخبز الكرامة و كلها مخابز تعمل و تقدّم الرغيف ولكن ليس من خلال منافذ البيع المباشر لهذه المخابز و إنما يتم استجرار مادة الخبز من هذه الأفران إلى المؤسسات العامة و إلى أرياف المحافظة ولفت إلى أنه بعد أن يتم الانتهاء من تجهيز مخبز حي الغرّاف خلال مدة شهر و نصف تقريباً فإنه سيتم فتح مخبزين من هذه المخابز للبيع المباشر و هذا من شأنه أن يخفف كثيراً من الضغط و الازدحام على مادة الخبز في حي الصليبة .
مخبزان جديدان
و يؤكد مدير فرع المؤسسة أن وضع الرغيف في محافظة اللاذقية مستقرّ و أن مستلزمات الإنتاج متوفرة و الاحتياجات مؤمّنة و أن هناك مخبزين قيد التجهيز حاليا هما الغرّاف و عين التينة إضافة إلى خط سيعاد تشغيله و العمل عليه بعد إصلاحه و صيانته وذلك في مخبز خربة الجوزية و أنّ توزيع الرغيف يتم بوسائل عدة منها المعتمدين في ريف المحافظة أما في المدينة فلا يوجد معتمدون لأن المدينة مغطاة بالمنافذ و الأكشاك و الكوّات إضافة إلى صالات و منافذ مؤسسة السورية للتجارة.
مروان حويجة