محمد غنوم محاطاً بأصدقائه الفنانين في ثقافي أبو رمانة
تكريماً للفنان محمد غنوم سيشهد المركز الثقافي العربي في أبو رمانة يوم الثلاثاء من الأسبوع القادم معرضاً وندوة موازية، ويشارك في المعرض عشرات الفنانين من أجيال مختلفة، كما يتحدث في الندوة كل من الفنان نشأت الزعبي والناقد سعد القاسم والفنان أنور الرحبي.
وسبق أن كرمت وزارة الثقافة الفنان غنوم والعديد من القامات التشكيلية السورية من قبل، إلا أن هذه التظاهرة الجديدة تأخذ طابع التحية للفنان غنوم، وقد سعى بعض القائمين من إداريين وفنانين لتحقيق هذا النشاط التشكيلي الذي يكتسب طابع المبادرة في تقدير هذا المبدع الذي يستحق، فهو يتمتع بشخصية فريدة ساهمت في تدعيم نهج غنائي جديد من الحروفية عرف بأسلوبية خاصة يثريها اللون والجملة الأدبية وإنتاج اللوحة الخطية عبر سنوات امتدت لأكثر من أربعين عاماً.
بدأت هذه التجربة نهاية السبعينيات من القرن الماضي متأثرة بما سبقها من تجارب طليعية عربية في هذا الاتجاه لتصبح ظاهرة جديدة متميزة في التشكيل السوري، قال عنه الراحل فاتح المدرس يوماً: “غنوم يقف في مقدمة الفنانين العاملين لأجل الروعة الإبداعية عند العرب، وإن عمله يفرض علينا الوقوف باحترام أمام هذا الحدس الجمالي الرائع وهذا أساس بنيان العمل الفني، وهو ينطق بالجمال من خلال الوفاء والانتماء والاحترام للبيئة والتراث”.
كما تتميز لوحة غنوم بغنائية لونية خاصة تنتمي إلى بيئتها المحلية الدمشقية وفضائها الذهني المنتمي إلى فكر قومي عربي أصيل يسعى الفنان إلى تقديمه بلغة جمالية يتوافق فيها المبنى والمعنى، فنجد شغفه الواضح بالوطن حيث يكتبه بخط لا يخرج عن القاعدة الأصيلة والمعروفة في الخط العربي وأنواعه العديدة: “نسخ– ديواني– ثلث– إجازة– تعليق”، مكرراً للكلمة في مساحة اللوحة الرحبة والبهيجة بألوانها المشرقة. كما نجد العديد من العبارات التي تحمل قيماً وطنية وأخلاقية في اللوحة، وصولاً إلى لغة تشكيلية مكتسبة لصفة الهوية الذي يعتبر أساس ومنطلق الفنان غنوم في مسعاه الفني.
ربما تندرج هذه التظاهرة الثقافية بما تتضمنه من معارض وندوات في سياق الوداد والمحبة وشيوع روح العائلة بين الفنانين السوريين حيث يستذكرون بعضهم بين وقت وآخر ويجتمعون حول أحدهم ليكون عنواناً لنشاطهم الفني والاجتماعي، إلا أن بعض هذه المبادرات الإيجابية قد تُفقد التكريم معناه خاصة وأن بعض القامات الفنية تستحق أكثر من كلمة شكراً أو شهادة مطبوعة ومذيلة بتوقيع لموظف في وزارة الثقافة، ويكون قد سبق ذلك ترويج عدد من المدعين لأنفسهم كفنانين من خلال تسلقهم على قامة المكرم والتكريم ذاته.
أكسم طلاع