الجمعية العلمية التاريخية السورية في دمشق
أقامت الجمعية العلمية التاريخية السورية فعالية في مكتبة الأسد بمناسبة إعلان افتتاح فرع لها في دمشق، وتحدث د. عز الدين علي رئيس الجمعية عن إنشاء الجمعية مع بداية 2011، وتم إشهارها في عام 2014 تحت شعار: “على المحبة نلتقي لنرتقي بالعلم والعمل”، وأطلقنا عليها اسم العلمية لأننا اتخذنا العلم منهجاً، والتاريخية، لأن التاريخ وعاء جامع لكافة العلوم والمعارف، فجمعيتنا تهدف إلى نشر العلم والثقافة والمعرفة، والمحافظة على الآثار والأوابد التاريخية بالأبحاث والدراسات المختلفة، وتقديم المحاضرات والندوات الثقافية، وإصدار النشرات الدورية، والقيام بالرحلات ذات الطابع الثقافي الترفيهي البحثي، والتعاون مع الجهات المختصة لتطوير الجمعية والارتقاء بها، والمساهمة في إعادة بناء الإنسان السوري على القيم الأصيلة.
وعن برنامج عمل الجمعية أضاف: نهدف إلى العمل على استقطاب فئة الشباب، والاهتمام بهم وبمواهبهم المختلفة ورعايتها، ولدينا نشاط أسبوعي بعنوان: “فكر بلا حدود”، أيضاً نقيم مهرجاناً سنوياً بعنوان: “سورية تاريخ وحضارة”، يرافقه معرض للفنون والتراث والأعمال اليدوية المختلفة، ونشجع على ثقافة العمل التطوعي، ونشاط جمعيتنا يقام في مختلف مناطق سورية، ولدينا فروع في خمس محافظات هي: دمشق، حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية، ومن شروط الانتساب لعضوية الجمعية: السمعة الحسنة، السلوك الجيد، الفكر الحر، الانتماء للوطن، إضافة إلى أوراق محددة تعرف عن شخصية المنتسب.
رسالة حضارية
وعن رسالة الجمعية قال علي: أردنا أن يكون لنا دور في إعادة بناء الإنسان، وترسيخ رسالة السوري الأصيلة المستمدة من رسالة أجدادنا القدماء كرسالة الإله بعل التي وجهت للإنسان السوري قبل حوالي خمسة آلاف عام، وجدت مكتوبة على حجر في أوغاريت كتب عليها: “أيها السوري حطم سيفك” دعوة إلى وقف القتال، و”تناول معولك” دعوة إلى العمل، “واتبعني لنزرع” أي زرع المحبة والسلام في كبد الأرض، وهناك رسالة الآرامي من الداخل من تدمر قبل حوالي 2250 عاماً وجدت مكتوبة على جدار معبد “بل” كُتب عليها ثلاث كلمات وحرفان: “لا تشتم إلهاً لا تعبده”، هاتان الرسالتان تلخصان رسالة الإنسان السوري على مر الأزمنة وعلى مر الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة.
أهمية العلم
وللجمعية هدف تربوي تثقيفي تعليمي من خلاله نستطيع إعادة صياغة مصطلحات، والتعريف بأخرى جديدة، وتعميق مفهوم المواطنة، وبناء سورية فكراً وحجراً، وبناء الإنسان السوري الذي يؤمن بالعدالة الاجتماعية، وعن الدور العلمي للجمعية تحدث د. عطا الله الرمحين رئيس فرع الجمعية في دمشق قائلاً: العلم الذي نبحث فيه، والتاريخ الذي نتعاطى معه، لابد من دراستهما بشكل منهجي وعلمي، ولدينا تجارب كثيرة لشعوب متحضرة، وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه في هذه الظروف المعاصرة، فليس ممكناً لنا أن نعيش دون امتشاق سلاح العلم ونشر سياسته، هدفنا الأول والأخير من أجل رفع مستوى الحياة المادية والمعنوية والثقافية والعلمية.
تاريخ العاصمة الأقدم
تعد دمشق أقدم مدينة في التاريخ، سُكنت باستمرار ولاتزال حتى الآن، وقد صنّفها المؤرخون كأقدم عاصمة مأهولة في العالم، تميّزت بمكانتها المرموقة في مجالات العلم والسياسة والأدب والفن والاقتصاد، وقد جعلها موقعها الجغرافي نقطة عبور للقوافل التجارية، وواحدة من أهم المحاور في شبكة التجارة الدولية، هذا ما تحدث عنه الباحث إياد يونس، عضو في الجمعية، إذ قال: ورد اسم دمشق في النصوص السومرية بمعنى بلاد القوافل، وفي النصوص الأكادية ذُكرت بلفظ دمسق، وفي ألواح الفرعون المصري تحتمس الثالث أتت بلفظ تيمساك، وفي النصوص الآرامية ورد الاسم دارميساك الذي يعني الأرض المسقية أو أرض الحجر الكلسي، وتعاقبت على مدينة دمشق الكثير من الحضارات مثل الكنعانيين والعموريين، وأسس فيها الآراميون مملكتهم التي جابهت الآشوريين، وفي الحقبة الكلاسيكية بعد انتصار الاسكندر المقدوني على الفرس، أصبحت سورية بما فيها دمشق تابعة لحكمه وأطلق عليها الحقبة السلوقية، ثم أخذت دمشق تنتقل بين السلوقيين والبطالمة من حين لآخر حتى استولى عليها الأنباط بقيادة الحارث، وتعاقبت على دمشق حقب كثيرة، منها الرومانية حيث للمدينة دور هام في نشر الديانة المسيحية، كما كان لها دور أيضاً في انتشار الإسلام، فكانت دمشق عاصمة الخلافة الأموية، وفيها تم بناء أهم صرح “المسجد الأموي”، وبفضله توسعت المدينة باتجاه جديد، وفي العصر العباسي تحوّلت دمشق من مركز الخلافة إلى عاصمة ولاية الشام، وشهد هذا العصر ازدهاراً في كافة المجالات، وكان للنفوذ الفاطمي والسلجوقي والمماليك والمغول دور أيضاً حتى مجيء العثمانيين ثم قيام الحكم العربي.
رافقت الفعالية فقرة شعرية، حيث ألقى اللواء محمد العلي، عضو في الجمعية، قصيدة عن دمشق، وكان الختام مع فرقة سيرين الفلسطينية للفنون المسرحية التي قدمت عرضاً بعنوان: “الهجرة إلى الجحيم”، من تأليف وإخراج ديب لافي.
عُلا أحمد