دول “بريكس” و”معاهدة الأمن الجماعي”: الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها
جددت دول مجموعة “بريكس” التأكيد على التزامها بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها. وجاء في البيان الختامي لدول المجموعة في قمتها الـ 12 بصيغة “الفيديو كونفرانس”، الذي نشر على موقع الكرملين، “نعلن مرة أخرى التزامنا الراسخ بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، مشيرين إلى أن الأزمة في سورية “لا يمكن حلها بالسبل العسكرية”.
وأكدت دول “بريكس” مجدداً التزاماتها الدولية بمكافحة الارهاب بجميع أشكاله، مشددة على أهمية الوحدة في مكافحة التنظيمات الارهابية في سورية.
وعقدت اليوم القمة السنوية لدول مجموعة “بريكس”، التي تشمل كلاً من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا، برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كون روسيا تترأس الدورة الحالية للمجموعة خلال العام الجاري، وذلك عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” في ظل أزمة كورونا.
وبحثت القمة آفاق التعاون وجدول الأعمال الدولي، ووافق قادة دول المجموعة على استراتيجيات أعدتها روسيا حول مكافحة الارهاب وتنمية الاقتصاد.
وكان الرئيس بوتين أشار خلال القمة إلى أن “التهديدات العالمية الحالية بما في ذلك الإرهاب هي المشكلة الأكثر حدة في الوقت الحاضر”، مضيفاً: “لسوء الحظ هناك أشخاص يحاولون فرض أجندتهم الخاصة”.
إلى ذلك، أكدت دول معاهدة الأمن الجماعي دعمها لكل الجهود السياسية الهادفة إلى حل الأزمة في سورية على أساس احترام سيادتها وسلامة أراضيها.
وقال أمناء مجالس الأمن في دول المنظمة في بيان لهم، عقب اجتماعهم اليوم عبر “الفيديو كونفرانس”: “نعرب عن دعمنا للجهود الدولية، وفي مقدمتها في إطار صيغة أستانا للاجتماعات الدولية بشأن سورية والهادفة إلى ضمان الاستقرار والأمن في هذا البلد على أساس احترام سيادته وسلامة أراضيه”، ونوّه المشاركون بأهمية الجهود التي قدّمتها روسيا لمساعدة سورية في مواجهة الإرهاب، والأعمال الإنسانية التي تقوم بها، مع بيلاروس وأرمينيا، لتقديم العون للشعب السوري.
وأعرب المشاركون عن قلق دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إزاء استخدام الإرهابيين، الذين عادوا من الشرق الأوسط، كمرتزقة في النزاعات المسلحة، وقالوا: “إننا نلفت الانتباه إلى الخطر المتزايد من عودة الأشخاص المتورطين في أنشطة إرهابية من مناطق الصراع في الشرق الأوسط وكذلك من أفغانستان إلى بلدانهم بما في ذلك إلى الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي واستخدام خبرتهم في أنشطة إرهابية”، وأشاروا إلى سعي مجالس الأمن لجهة توسيع التعاون في منع تغلغل المقاتلين الإرهابيين الأجانب في أراضي دول المنظمة.
وضم الاجتماع كلا من ممثلي أرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن الدول التي تعمدت مقاطعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، والذي عقد في دمشق الأسبوع الماضي، ارتكبت خطأ جسيماً، وقال: “الدول التي أرسلت وفودها لحضور المؤتمر أكدت اهتمامها بحل الأزمة في سورية دون أي محاولات لإحداث ألاعيب جيوسياسية، لكن الدول التي اتخذت مساراً متعمداً لتجاهله وبذلت قصارى جهدها لإجبار حلفائها على عدم إرسال وفود إلى هذا الحدث المهم ارتكبت خطيئة خطيرة للغاية”.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في دمشق في الـ 11 والـ 12 من الشهر الجاري، على التمسك الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض جميع المحاولات الرامية إلى تقويض سيادتها، مشدداً على استعداد سورية ليس لإعادة مواطنيها فحسب بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم.
من جهة أخرى، دعا لافروف إلى إقامة هيكل للأمن والسلام في أوروبا غير قابل للتجزئة في أوراسيا والمنطقة الأوروبية الأطلسية، وقال، في رسالة عبر فيديو إلى المنظمين والمشاركين في منتدى (لقاء بوتسدام)، “إننا جميعا نواجه تحديات وتهديدات مشتركة عبر الحدود، بما فيها الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وجائحة فيروس كورونا”، وشدد على أن التعامل مع هذه التهديدات يتحقّق من خلال التعاون على أساس قانوني دولي مقبول بشكل عام، والتخلي عن فلسفة الهيمنة والسيطرة، معرباً عن استعداد روسيا دائما للعمل النزيه على قدم المساواة لإيجاد توازن للمصالح.