“الأخلاق بين الواقع والطموح” في ملتقى البعث للحوار في حلب
حلب – معن الغادري:
ضمن فعاليات ملتقى البعث للحوار أقام فرع حلب للحزب – مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي ندوة فكرية بعنوان “الأخلاق بين الواقع والطموح” وذلك على مدرج الفرع.
وتحدث ضيف الملتقى الدكتور علي محمود عكام عميد كلية الشريعة في جامعة حلب في مستهل الندوة عن القيم والمبادئ الأخلاقية وطبيعة السلوك المجتمعي والإنساني والخلق العظيم ودوره في بناء المجتمعات والإنسان على السواء، مؤكداً أن القيم الأخلاق ثابتة وغير متحولة وتكمن في ترجمتها واقعاً وسلوكاً، وبما يؤسس لعلاقات إنسانية تحتكم إلى الصدق والأمانة والعمل والرحمة وقبول الآخر وتعميق ثقافة الحوار والتشاركية، وبما يسهم في بناء المجتمع بناءً صحياً خالياً من الشوائب والفتن والعصبيات وغيرها من الجوانب السلبية والتي تهدد الحياة الإنسانية. واستعرض المحاضر الكثير من الأمثلة والشواهد الموروثة والتي تتحدث عن الشهامة والكرم وحسن الخلق في العصر القديم والحديث، ولفت إلى أن الأخلاق منظومة متكاملة ومتماسكة ولا يمكن أن تتجزأ وهي تعكس صورة أعماق الإنسان وسلوكه وتعاطيه مع أخيه الإنسان ومع متطلبات الحياة، بما فيها العلاقات الاجتماعية والإنسانية ومدى تضحيته وحبه لوطنه والحفاظ عليه، وأوضح أن التعريف الحقيقي للأخلاق ما زال موضع خلاف، مبيناً أنه في علم الأخلاق هناك ما يسمى بالحوافز الأخلاقية وهي دوافع باطنية تدفع الإنسان باتجاه موقف أخلاقي ليتبناه سلوكاً، وهي متنوعة منها ناتجة عن أمور قهرية وإجبارية وأخرى ذات دوافع مصلحية وهي ليست بأخلاق، ومنها بدوافع إلهية إرضاء لله لأن ضميره الأخلاقي يألف الخير وهذا هو الخلق الحقيقي.
ودعا د. عكام إلى نشر المحبة وتعميق العلاقات الإنسانية والتمسك بالقيم والأخلاق والمبادئ التي تربينا عليها، والتي ما زالت هي الضمان لحماية وصون وحدتنا ووطننا ومجتمعاتنا.
من جانبه أكد الدكتور حليم حنا أسمر المحاضر في جامعة حلب أن الأخلاق حالة حضارية سلوكية إبداعية تسهم في بناء الأوطان، والأخلاق مسؤولية إنسانية ووطنية، وعلينا استثمار هذه القيم والعودة إلى التراث الحضاري لمجتمعاتنا وإتباع القدوة والمثل الصالح في تكوين القيمة الحقيقية للمنظومة الأخلاقية وتجسيدها سلوكاً يومياً في علاقتنا وفي كافة مناحي الحياة لتكون قاعدة وركيزة في مشروع بناء الوطن. وحدد أن التربية الأسروية الصحيحة هي المنطلق للأساس لتكوين هذه المنظومة الأخلاقية، ومن ثم المدرسة والجامعة ومكان العمل، مبيناً أن الفكر المستورد يسقط ويتغير بينما الفكر الواقعي هو الذي يستمر ويسود، وفي داخل كل إنسان كنز علينا استثماره وتوظيفه في خدمة الإنسانية وفي خدمة مجتمعنا ووطننا.
وتحدث الدكتور حليم عن الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب الإرهابية التي شنت على سورية وما أنتجته تكنولوجيا المعلومات المتطورة من أفكار وقيم جديدة لا تتناسب مع مجتمعاتنا وتراثنا وحضارتنا، داعياً إلى تبني مشروع وطني في المناهج الدراسية لتأسيس منظومة أخلاقية ثابتة ومتجذرة، مشيراً إلى أن القيم الأخلاقية الحقيقية تتجلى من خلال التمسك بقيمة العمل والإنتاج والتنوع والاختلاف الإيجابي بعيداً عن قيم الفساد والاستبداد بالرأي والسلوك.
أدار الندوة الباحث ماهر موقع، والذي أشار بدوره إلى أن القيم الأخلاقية هي التي تبني الوطن وتصونه وتحميه، موضحاً أن سورية وبالرغم من سنوات الحرب الإرهابية القذرة وما خلفته من تداعيات وآثار سلبية بقي مجتمعنا صامداً ومحافظاً على قيمه ومبادئه، ومتمسكاً ومتجذراً بأرضه، وهو السر الذي كان وراء انتصار سورية على أعدائها وكل قوى الشر في العالم.
وشهدت الندوة عدة مداخلات عن القيم الأخلاقية أغنت محاورها.
حضر الملتقى الرفاق أحمد منصور أمين فرع حلب للحزب وأعضاء قيادة فرعي الحزب في المدينة وجامعتها وفعاليات حزبية ورسمية ودينية وأهلية.
تصوير: يوسف نو