حكاية أول مختبر متنقل إلى القمر في العالم
نشرت “روسكوسموس” وثائق رفعت عنها السرية عن تطوير وإطلاق أول مركبة قمرية، إذ كان أول مختبر علمي متحرك في العالم يتم التحكم فيه عن بعد والذي سار فوق سطح جرم سماوي آخر، وقبل خمسين عاما، نجحت محطة “لونا-17″، التي قطعت ما يقرب من 380 ألف كيلومتر في الأسبوع، في توصيل شحنة ثمينة إلى المنطقة الساحلية في الجزء الغربي من القمر، وتم إعداد السيارة الكهربائية القمرية للمغامرة الفضائية الأولى والأخيرة، كما جرى إجراء أول اختبار للقيادة على الأرض- في صحاري آسيا الوسطى، كامتشاتكا، في الحفر البركانية وفي الحقول المغطاة بالثلوج. وفي جو من السرية التامة، تم أيضا اختيار أول طاقم للتحكم في المركبة القمرية، ولمدة عشرين عاما ظلت أسماء “رواد الفضاء” سرية. وفي السبعينيات من القرن الماضي، كان الأمر أشبه بالخيال، وحينذاك شغل تأخر الإشارة من القمر إلى الأرض حوالي نصف دقيقة. وكان المتخصصون في غرفة التحكم يتغيرون كل ساعتين: السائقون والملاحون الذين يخططون للطريق ومجموعة معالجة البيانات – كانوا جميعا تحت إشراف الأطباء المستمر. وفكر المصمم في كل شيء بأدق التفاصيل. على سبيل المثال، عجلات المركبة القمرية: تبدو عادية عند النظر إليها، لكنها في الحقيقة مصنوعة بذكاء شديد. لا تتصل بعضها ببعض. إذا سقطت إحدى العجلات في حفرة أو تعثرت على عقبة لا يمكن التغلب عليها، فإن المركبة سوف تتخلص منها وتستمر في التحرك. واستغرقت رحلة المركبة القمرية 11 يوما فقط إلى القمر. في الحساب الأرضي، 301 يوم و6 ساعات و37 دقيقة. تمكنت من استكشاف 80 ألف متر مربع من سطح النجم الليلي. وأرسلت 25000 صورة إلى الأرض وأخذت 25 عينة كيميائية.