صفيحة الزيت تتجاوز الـ ١٠٠ ألف والسماسرة يستثمرون في الفوضى!
بدأ مزارعو محافظة طرطوس منذ منتصف الشهر الماضي جني محصول الزيتون في ظل ظروف عمل مجهدة ومكلفة، هذا إلى جانب تضررهم جراء الحرائق التي طالت المحافظة بأضرار جسيمة، ولم يبق من محصولهم ما يذكر، حيث بلغت أعداد أشجار الزيتون المتضررة في المحافظة ٢٧٢٢٠٦ أشجار من أصل ١١ مليون شجرة، ١٠ ملايين شجرة منها مثمرة، ورغم أن عدد الأشجار الذي تضرر كان قليلاً ولم يؤثر على الإنتاج بشكل كبير، لكنه شكّل أضراراً بليغة وكبيرة لبعض أصحاب العقارات المشجرة بالزيتون، وربما قضت على مواسمهم بشكل كلي، كما أثرت الظروف الصعبة التي يعمل بها الفلاح، وغلاء تكاليف الإنتاج على سعر صفيحة الزيت، وباتت أسعارها مضاعفة عن العام الماضي، مع ازدياد الطلب عليها بشكل كبير خوفاً من ارتفاع الأسعار بشكل أكبر في قادم الأيام.
وحول ارتفاع أسعار زيت الزيتون، بيّن سامي الخطيب رئيس مجلس زيت الزيتون، أن سعر أية سلعة يتأثر بالعرض والطلب، والطلب على الزيت كبير، وقد كان سعر صفيحة الزيت منذ حوالي 20 يوماً بين 65 و 75 ألف ليرة، وبسبب الفوضى الحاصلة في السوق أدى ذلك إلى ارتفاع سعر صفيحة الزيت لأكثر من 100 ألف ليرة، وهو سعر مرتفع جداً، وأصبح الطلب على المنتج كبيراً جداً من قبل السماسرة والمشترين.
زيوت مخالفة؟!
يقول الخطيب: إن زيت الزيتون الذي يتم نقله بين القرى والمحافظات من قبل السماسرة هو زيت مخالف للمواصفات، وغير صالح للاستهلاك البشري بغياب الجهات الرقابية، وهناك عدة جهات عامة ونقابات تشتري من هذا الزيت، وتقوم بتقسيطه للموظفين، فيما تدفع الجهات التي تبيع زيت الزيتون وفق الشروط والمواصفات الصحية مع المستهلك ثمن هذا الفلتان؟!.
أجور اليد العاملة
ويتابع: لقد تأثر ثمن صفيحة الزيت بأجور اليد العاملة، حيث وصل الأجر اليومي لعامل الزيتون إلى 10 آلاف ليرة، إضافة للأدوية والأسمدة الزراعية ومعدات العمل وأجور النقل التي تضاعفت أسعارها بشكل كبير فأثرت بشكل مباشر على سعر صفيحة الزيت.
تراجع إنتاجنا عالمياً
ولفت الخطيب إلى تراجع مستوى إنتاج سورية من الزيت على مستوى العالم من المرتبة الرابعة أو الخامسة حتى أصبح في المرتبة الثامنة، وحمّل المسؤولية لعدم المتابعة الحقلية، وأن الأزمة باتت “مسمار جحا”، والأشخاص المعنيون ليست لديهم قدرة على الإبداع وتقديم المبادرات، خاصة خلال الأزمة التي نعيشها، والتي أثرت على كل المجالات، لكن الإدارة الناجحة تغطي ٥٠% من العجز، وهناك تقاعس في هذا المجال.
تضرر جزئي من الحرائق
وحول تضرر موسم الزيتون والزيت جراء الحرائق بيّن الخطيب أنها لم تؤثر بشكل كبيرعلى الإنتاج الفعلي، لكن الضرر أصاب ما نسبته ١,٥% فقط من الإنتاج، وهذا برأيه لا يؤثر كثيراً على إنتاج المحافظة من الزيت والزيتون، وأضاف: هناك أصحاب حقول تضررت مواسمهم بشكل كامل، ومن المفترض أن يتم التعويض لهم.
استهلاك كبير
حول تسويق الإنتاج أكد أن السوق المحلية تستهلك جزءاً كبيراً من الإنتاج، وتقدر نسبة التصدير خارج البلد بنحو 40% من الإنتاج، لكن أسعار الزيت التصديرية باتت غير منافسة بين الدول بسبب غلاء أسعار الزيت التي أصبحت قريبة جداً من الأسعار العالمية، ولفت إلى أنه عندما لا توجد قدرة على المنافسة ستكون هناك صعوبة في التسويق، وهذا هو حالنا اليوم؟!.
رشا سليمان