اقتصادصحيفة البعث

صندوق “جفاف”؟!

قسيم دحدل

استبشرت الكفاءات الزراعية خيراً إثر ما طالعهتم به الوزارة من فكر وآلية مغايرة لما كان سائداً لناحية انتقاء الكفاءة المناسبة للموقع المطلوب. وكان مرد استبشارهم اعتقادهم بأن مقولة “الشخص المناسب في المكان المناسب” ستكون مبدأ ومنهج عمل في إطار إصلاح القطاع الزراعي.

خلاصة القصة أن صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية على الإنتاج الزراعي، والذي أُحدثت له مديرية في وزارة الزراعة بتاريخ 10-10-2011، كانت أعلنت وزارة الزراعة، بتوجيه من الوزير بداية الشهر العاشر الفائت، إلى من يجد بنفسه المؤهلات، مُرفقاً الـ CV الخاص به، التقدم  للمقابلة لشغل وظيفة المدير له.. هذا الصندوق كشف الغطاء عن أن هناك جفافاً إدارياً مُعنداً حين فوجئ كل المتقدمين، وهم من صلبه منذ لحظة إحداثه، والأعلم بما له وما عليه، وبكيفية تطويره، باختيار آخر من خارج الصندوق، وفوق ذلك من غير اختصاص وخبرة!

الخمسة المتقدمين للمقابلة التقى معاون الوزير وشخص آخر (اللجنة) كلاً منهم لعدة دقائق لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أو أكثر قليلاً.

ومع ذلك، لا مشكلة أيضاً، لأن اللجنة تعلم جيداً بمؤهلات وكفاءات وتاريخ عمل كل متقدم، لكن المشكلة أنه لم يُؤخذ برأي اللجنة، ومن تم اختياره تمت تزكيته من خارجها، وهو من خارج أهل مديرية الصندوق، وهذا ما يفسر تأخر صدور قرار تعيينه!.

وللعلم فإن الوزير هو ذاته من شكّل اللجنة، مع ذلك تجاهل مقترح ترشيحها ليُعين من لم تقابله اللجنة؟!

ختاماً لن نبحث في أسباب ومبررات ما حدث، ولكن نسأل: هل يعقل أن كل تلك الخبرات والدورات المتخصصة المحلية والإقليمية والدولية والدورات الوظيفية في مفاصل العمل الزراعي في الوزارة التي احتوتها “سيفيات” المرشّحين الأجدر، يضرب بها عرض الحائط؟!

كان الأمل فتح تلك “السيفيات” لنعلم ما الذي دفع ببعضهم لتقديم طلب إعفائه من منصب مدير مديرية الصندوق، لعلنا نكتشف ما يتوجب كشفه، لا تغطيته!

Qassim1965@gmail.com