فصائل المقاومة تدعو لمواجهة التنسيق الأمني والتطبيع مع الاحتلال
أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية “أن عودة التنسيق الأمني والعمل بالاتفاقيات مع الكيان يمثل طعنة لآمال شعبنا بتحقيق الوحدة”، وطالبت الحكومة الفلسطينية بـالرجوع عن هذا القرار والكف عن ممارسة سياسة التفرد بالقرار السياسي، فيما أكد الناطق باسم لجان المقاومة الفلسطينية “أبو مجاهد”، أن النظام البحريني قد “ذهب بعيداً لأن يكون صهيونياً أكثر من الصهاينة، بإقدامه على هذه الخطوة” أي تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وبالتالي فهو “يعتبر عدواً للشعب الفلسطيني”، مضيفاً أن هذا “الانسلاخ عن القيم العربية والإسلامية، هو في مصاف بيع النفس للشيطان”.
وحول البرنامج الانتخابي للرئيس الأميركي الجديد، أشارت فصائل المقاومة إلى أن “الرهان على بايدن في إنصاف قضيتنا هو رهان خاسر وليس واقعياً”، معتبرةً أن المصلحة الوطنية تقتضي عملاً وحدوياً جامعاً على أرض الميدان يعزز الوحدة الحقيقية.
فصائل المقاومة أدانت زيارة وزير خارجية النظام البحريني لفلسطين المحتلة، معتبرةً أنها تعبر عن حال الهوان التي وصل لها المطبعون، كما دعت جميع الأحرار في الأمة لتشكيل جبهة عريضة لمواجهة التنسيق الأمني والتطبيع مع الاحتلال.
هذا ووصل أول وفد حكومي بحريني رسمي إلى الأراضي المحتلة، في أول رحلة طيران تجارية لطيران الخليج إلى الكيان الصهيوني، فيما يتطلع الوفد إلى توسيع نطاق التعاون بعد توقيع الاتفاق مع “إسرائيل” في واشنطن وإقامة علاقات رسمية معها في 15 أيلول الماضي، بحضور الرئيس دونالد ترامب وبرعاية أمريكية.
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين اعتبرت من جهتها أن إعلان السلطة عن إعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني كما كانت عليها، هو نسفٌ لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بالتحلّل من الاتفاقيات الموقّعة معها، ولنتائج اجتماع الأمناء العامين الذي عُقد مُؤخراً في بيروت، وتفجير لجهود المصالحة التي أجمعت القوى على أنّ أهم متطلباتها يكمن في الأساس السياسي النقيض لاتفاقات أوسلو.
ميدانياً، اقتحم مستوطنون إسرائيليون الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال، وأكد مدير الحرم الإبراهيمي حفظي أبو سنينة أن اقتحام المستوطنين الحرم انتهاك صارخ وتعد خطير واستفزاز لمشاعر المسلمين، مشدّداً على أن الحرم الإبراهيمي سيبقى إسلامياً خالصاً.
من جانبه، أوضح قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش أن اقتحام المستوطنين الحرم الإبراهيمي جريمة حرب واعتداء صارخ على المقدسات الفلسطينية، مؤكداً أن الحرم الإبراهيمي هو تراث إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه وفق قرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو.
بدروها، استنكرت وزارة الأوقاف الفلسطينية اقتحام المستوطنين الإسرائيليين الحرم الإبراهيمي، مشيرةً إلى أن هذا الاعتداء يأتي ضمن مخططات الاحتلال لتهويد مدينة الخليل، ومطالبة جميع المنظمات الدولية والعربية والإسلامية بالتدخل العاجل لوقف هذه الممارسات التصعيدية الخطيرة من قبل الاحتلال والهادفة إلى الاستيلاء على المقدسات الفلسطينية.
في الأثناء، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المزمعة لعدد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تصعيد خطير وخرق صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأوضح اشتية أن زيارة بومبيو إمعان في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وتأكيد على الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال ومخططاته الاستيطانية غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في هذا السياق، شهدت مدينة البيرة في الضفة الغربية مظاهرة احتجاجية تنديداً بزيارة بومبيو لمستوطنة مقامة في المنطقة، ورفع المشاركون في المظاهرة الأعلام الفلسطينية وهتفوا منددين بانتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووقف هذه الانتهاكات.
وشدّد المشاركون على أن الشعب الفلسطيني متمسك ومتجذر بأرضه وسيواصل نضاله حتى إسقاط كل المخططات الإسرائيلية والأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
كما اقتحم 41 مستوطناً إسرائيلياً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في الخليل وبيت لحم وطولكرم ورام الله بالضفة الغربية وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 10 منهم، كما أطلقت قنابل الغاز السام على الفلسطينيين من قرية رمانة غرب جنين خلال مرورهم بالقرب من جدار الفصل العنصري ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سبسطية شمال نابلس، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأغلقت المنطقة الأثرية ومنعت الفلسطينيين من دخولها”.