مؤسسة وثيقة وطن تكرم الفائزين بجائزة “هذي حكايتي 2020”
انطلاقاً من أهمية نشر الوعي حول التأريخ الشفوي وتوثيق الحرب على سورية كرمت مؤسسة “وثيقة وطن” الفائزين في مسابقة جائزة “هذي حكايتي 2020” لأفضل قصة واقعية قصيرة، وذلك خلال حفل أقيم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق مساء اليوم.
وحملت القصص الفائزة قيماً إنسانية ونفحات من معاناة وصمود الشعب السوري خلال الحرب حيث تميزت هذه القصص بكونها حققت أحد شروط المسابقة التي جاءت بدعم من بنك سورية الدولي الإسلامي إذ تمثلت بتقديمها كمنتج أدبي توثيقي يروي حكايات واقعية.
وشاركت في دورة العام الحالي من المسابقة 800 قصة مكتوبة وصوتية مسجلة باللغة العربية من كل بقاع سورية وخضعت للتقييم من قبل لجنة تحكيم مستقلة وفق معايير ثلاثة هي موضوعية سرد الأحداث الواقعية والمغزى الإنساني ورقي التعبير والصياغة.
وفازت بالجائزة اثنتا عشرة قصة موزعة على أربع فئات عمرية وبثلاث مراتب لكل منها فحصل على الجائزة الذهبية في الفئة الأولى تحت العشرين عاماً جوى سليم والفضية عبير أسعد والبرونزية فوزي عثمان.
ونال الجائزة الذهبية بالفئة الثانية للأعمار من العشرين إلى الأربعين علي عامودا والفضية محمد علي بينما حصلت على الذهبية عن الفئة الثالثة من عمر 40 إلى 60 عاماً كارولين فركور والفضية رياض أحمد والبرونزية حسان جواد.
وفاز بذهبية الفئة الرابعة فوق الستين عاماً اسماعيل اسماعيل والفضية عامر مجيد آغا والبرونزية شكران بلال كما منحت جوائز تشجيعية للقصص المتميزة غير الفائزة.
وتم تكريم السيدة سميرة مترو لشهادتها الحية التي قدمتها لمؤسسة وثيقة وطن إذ عبرت عن لسان حال كل مواطن سوري فقد منزله خلال الحرب بما يخاطب في الوجدان ويحمل من صور وذكريات وأمان فهو المحبة وهوية الإنسان الأولى.
وفي كلمة لها أكدت الدكتورة بثينة شعبان رئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن أن الجائزة تحتفي بمن عايش العدوان الإرهابي غير المسبوق على سورية بالصبر والصمود والمحبة والتكاتف، مشيرة إلى أن رواة هذه الحكايات أبطال مجهولون قاوموا الفكر التكفيري بوعيهم الوطني متطلعين لهدف واحد هو أن يبقى الوطن وأبناؤه بخير تأسيساً لمرحلة جديدة تقوم على كتابة تاريخنا بأيدينا وتسطير روايتنا للأحداث الخطيرة التي مرت على وطننا من أفواه من عاشوها، وأضافت: إن كل قصص المشاركين ستكون محط تقدير واعتبار وتعامل جدي في مؤسسة وثيقة وطن لتنسج رواية متكاملة عن الأحداث وتترجم إلى لغات عالمية تنقل للإنسانية ما قدمته سورية من دروس في وحدة الشعب والوطن.. موضحة أن المؤسسة حملت مشروعاً فكريا يقوم على صون دماء الشهداء لتكون مشعلاً تنويرياً للأجيال وكتابة التاريخ بأمانة ودقة وبشهادة أصحابها ما يحول دون أن يعمد أعداء سورية إلى تشويه تاريخها واختراع الأكاذيب عنها.
وأوضحت الدكتورة شعبان أن العدوان على سورية حمل طابعاً إعلامياً سلاحه الأكاذيب والافتراءات بتخطيط وتمويل اقليمي وغربي، مؤكدة أن سورية لا تتصدى فقط لدحر الإرهاب بل لكتابة تاريخ صادق وحقيقي عما خطط ونفذ في بلدنا بهدف إبعادها عن واجهة محور المقاومة وإضعاف قرارها الوطني المستقر فكانت النتيجة أن محور المقاومة اشتد وترسخ وازداد قوة.
وتضمن الحفل عرض فيلم تعريفي بعمل مؤسسة وثيقة وطن، وعرض مادة فيلمية من مقابلات التوثيق الشفوي متضمنة مقابلات مع مرشحين للفوز بالجائزة، إضافة إلى تكريم المحكمين، وهم الإعلاميون والأدباء نبيل صالح ووليد معماري ونهلة السوسو.
وعرض الكاتب صالح في ختام الحفل المعايير التي اعتمدتها لجنة التحكيم في تقييم النصوص المشاركة واستيفاء الشروط، لافتاً إلى أنه سيتم نشر كتاب يحوي القصص الفائزة والمشاركة في المسابقة.
حضر الحفل وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة سلوى عبد الله ووزير الإعلام عماد سارة ومحافظ دمشق عادل العلبي وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في دمشق وشخصيات رسمية وفكرية وإعلامية وممثلي قطاعات المجتمع والأعمال ومتطوعي المؤسسة وضيوفها المهتمين من داخل سورية.
وكانت وثيقة وطن أطلقت جائزة هذي حكايتي بهدف نشر وتعميق الوعي بالتأريخ الشفوي وإغناء أرشيف المؤسسة بالروايات التي تحكي وقائع شهدها كتابها بأنفسهم وذلك وفق القواعد المعيارية لحماية الخصوصية التي تتقيد بها المؤسسة ونظراً لنجاح الجائزة في 2019 فقد قرر مجلس أمناء المؤسسة جعلها جائزة سنوية.
“وثيقة وطن” مؤسسة وطنية بحثية غير حكومية وغير ربحية تعنى بحفظ الذاكرة الوطنية وتسهم في كتابة التاريخ السوري المعاصر بأياد سورية وفق مقاربة التأريخ الشفوي وتعمل لبناء أرشيف من الشهادات الموثقة التي تشكل قاعدة بيانات مرجعية عن سورية والوطن العربي معتمدة البحث العلمي وجمع المعلومات منهجاً وتسجيل الشهادات وتوثيق الروايات سبيلاً لبناء نواة أرشيف وطني يشكل جزءاً من مسار التاريخ والعملية التأريخية.