أخبارصحيفة البعث

في تحدٍ سافر للشرعية الدولية.. بومبيو يزور المستوطنات

في تحدٍ سافر لكل قرارات الشرعية الدولية، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الخميس أن الولايات المتحدة ستصنّف الصادرات الإسرائيلية من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة على أنها “إسرائيلية”، في أحدث تحرّك أميركي داعم للسيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

وقال بومبيو، الذي أصبح أول وزير خارجية يزور مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، في بيان له اليوم “سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة، وسم البضائع باسم “إسرائيل”، أو منتج إسرائيلي، أو صنع في “إسرائيل”، وذلك عند التصدير للولايات المتحدة”، بحسب تعبيره.

بومبيو، الذي يزور فلسطين المحتلة في جولة بدأها أمس الأربعاء، قال: إنه سيصنّف حركة مقاطعة “إسرائيل” بـ”المعادية للسامية”.

ورداً على تلك التصريحات، أشارت حركة مقاطعة “إسرائيل” (BDS) إلى مفارقات في سلوك إدارة ترامب تجاهها، ورأت أنه في حين تواصل تلك الإدارة “تمكين وتطبيع سيادة البيض بتحريضٍ وغطاءٍ من نظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي”، تحاول تشويه سمعة الحركة وسمعة ملايين من أنصارها حول العالم، بـ”الترويج أنها حركة معادية للسامية”، لافتة إلى أنها “حركة حقوقية يقودها أوسع تحالف فلسطيني”، وأكدت في بيانها “الرفض المبدئي والمتّسق لجميع أشكال العنصرية”.

واعتبرت أن تحالف ترامب-نتنياهو “المتطرف في عنصريته وعدائه للشعب الفلسطيني” يخلط عمداً بين “رفض نظام الاحتلال والاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين والدعوة إلى مقاطعته من جهة وبين العنصرية المعادية لليهود كيهود من جهة أخرى”. معتبرة أن هذا الخلط يحصل “بهدف قمع وإسكات الدعوات والتحركات المناصرة للحقوق الفلسطينية بموجب القانون الدولي”، وأشارت إلى أنها “تناضل من أجل الحرية والعدالة والمساواة للشعب الفلسطيني، وتقف مع كل أولئك الذين يكافحون من أجل عالم أكثر كرامة وعدالة وجمالاً”، وأكدت أنها ستقاوم هذه المحاولات المكارثية والبلطجية من قبل الإدارة الأمريكية، بدعم شركائنا العديدين عالمياً.

كما زار بومبيو اليوم مستوطنة بساغوت المحاذية لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ومستوطنة أخرى في مرتفعات الجولان السوري المحتل، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي ردود الفعل، جددت الرئاسة الفلسطينية التأكيد على أن زيارة بومبيو لعدد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية مرفوضة وتحدٍ سافر لكل قرارات الشرعية الدولية، وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن هذه الزيارة تعني أن الإدارة الأمريكية أصبحت شريكاً أساسياً في احتلال الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن الدعم الأمريكي للاستيطان لن يعطيه الشرعية ولن يغير من حقيقة أنه إلى زوال عاجلاً أم آجلاً.

وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وتنفيذ قراراته وفي مقدمتها القرار رقم 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان.

إلى ذلك أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن زيارة للمستوطنات تصعيد خطير وتحد سافر لقرارات الشرعية الدولية، وقال: “هذه الزيارة تمثل استفزازاً للعالم كله واستخفافاً بالمؤسسات الدولية واتفاقيات جنيف، وإمعاناً من قبل إدارة ترامب في شراكتها للاستيطان والاحتلال، وتحدياً سافراً لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي 2334، الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي ويجب أن يتوقف”.

وطالب المجلس المجتمع الدولي وبرلمانات العالم بإدانة هذه الزيارة واتخاذ ما يلزم ضد إدارة ترامب ووزير خارجيتها الذي يتحدى كل الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تجرم الاستيطان وكل من يدعمه أو يشارك في تثبيته.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل دعم الإدارة الأمريكية المطلق له من أجل توسيع عمليات الاستيطان والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية لتقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مشددة على أن هذا الدعم لن يغير من حقيقة أن الاستيطان غير شرعي وينتهك قرارات الشرعية الدولية.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان: إن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد استغلال الفترة الانتقالية المتبقية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، وأشار البيان إلى أن هذا المخطط الاستعماري يأتي استكمالاً لحصار القدس المحتلة وفصلها عن محيطها.

وشددت الخارجية الفلسطينية على أن المخطط الاستيطاني الجديد مخالف للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة وفي مقدمتها القرار 2334 ما يستدعي من الدول الاعضاء في مجلس الامن والامين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم والوقوف في وجهه ومنعه.

ميدانياً اقتحمت قوات الاحتلال مدينة اللد، بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بعدد من الجرافات، وهدمت منزلاً فلسطينياً، فيما اقتحم 98 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.