افتتاح معرض الروزانا للحرف والمهن اليدوية بحلب القديمة
بمشاركة 22 جهة وفعالية أهلية وطلابية تمثل المهن والحرف اليدوية والتراثية افتتحت مساء السبت فعاليات معرض الروزانا للحرف والمهن اليدوية وذلك في خان الكتان بمدينة حلب القديمة.
وتنوعت المهن المشاركة في المعرض الذي يقيمه فرع جامعة حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع مركز المحترف السوري بين الحفر على الخشب والحجر والنقش على النحاس والخط العربي وصناعة الزجاج وتشكيل المعادن ورتي السجاد والنول اليدوي وأعمال التطريز اليدوي والفرو والجلود.
وأوضحت رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان أن المعرض يعكس ثقافة وحضارة مدينة عريقة وكبيرة ولها باع طويل في الإرث الثقافي وهي مدينة حلب ويشكل رسالة لجيل الشباب الجامعي لتوعيته بأهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه بعد أن استهدفه الإرهاب خلال سنوات الحرب على سورية لافتة إلى أن التشاركية اليوم بين أصحاب الحرف وأبنائهم من جيل الشباب هي دعوة لضرورة حماية هذا التراث على مدى الأجيال.
وبين رئيس جمعية مركز المحترف السوري مصطفى النو أن المعرض يهدف إلى إحياء هذه الحرف والحفاظ عليها من الانقراض وتقديم كل الدعم لأصحابها لتوارثها عبر الأجيال لافتا إلى أن المهن والحرف المعروضة جسدت أعمالاً من التراث مثل أبجدية أوغاريت والأحرف المسمارية ولوحات من الأسقف والخشبيات والنول القديم لأرشفة التراث الحضاري الذي عمل الإرهاب على تخريبه وتدميره.
وتحدث الحرفي عبد القادر خصيم المتخصص بحرفة النسيج اليدوي باستخدام النول العربي عن عراقة المهنة التي عمل بها منذ أكثر من ستين عاما وأنتج خلالها أصنافاً متنوعة من النسيج الذي عمل بصناعته في حلب أكثر من 150 ألف حرفي على مر السنين لافتا إلى استمراره العمل بهذه الحرفة وتوريثها لأبنائه الثلاثة من خلال تعليمهم على صناعتها.
وبين الحرفي علاء كركوش المختص بصناعة الفخاريات أنه يقدم في المعرض مجموعة من الأواني والمصنوعات الفخارية اليدوية المنزلية والتي تستخدم في أغراض الزينة لإبراز منتجات مهنة الاجداد لجيل الشباب مؤكدا أن المعرض يشكل فرصة مهمة لتسليط الضوء على هذه الحرف والتشجيع عليها ومساعدة أصحابها على الاستمرار بها.
وأوضح الحرفي عبد الرحمن عتوني المتخصص بالحفر على الحجر أنه يعمل على حفر نقوش نباتية وحروف تجسد جمالية الخط العربي وآيات قرآنية على الأحجار باستخدام الأزاميل الصغيرة وبطرق يدوية وقديمة توارثها عن الأجداد حيث اشتهر بها العديد من الصناع والمهرة بحلب واليوم يعرض منتجاته اليدوية لاطلاع جيل الشباب عليها.
وتحدث الحرفي جمال حبال عن مهنته المتعلقة بصناعة خيط القنب والتفنن باستخداماته في صناعة أشكال متعددة من سلال الزينة إضافة إلى صناعة الصوف وتنجيد اللحف القطنية والمصنوعة من الصوف مبينا أنه ورث المهنة عن أجداده وما زال محافظا عليها في محله بحلب القديمة ويعمل على تعليمها لمن يريد.
وأوضحت جيداء أزرق أنها تقدم مصنوعات نسيجية باستخدام النول اليدوي حيث عملت على مزج الصناعة النسيجية القديمة بالحديثة لتقديم منتج مرغوب للجميع منوهة بإقامة هذه الفعالية في حلب القديمة لإضفاء الطابع الحيوي القديم والعريق لهذه المهن فيما قالت الحرفية مريم وسوف إنها تقدم منتجات من الايتامين والصوف باستخدام المكوك والمخرز وابرة التطريز لإحياء التراث الحلبي القديم.
وبين محمود ميمه أنه يقدم مصنوعات خشبية من الموزاييك إضافة إلى صناعة الغرابيل والمناخل والالبسة الفلكلورية الشعبية القديمة فيما أوضح محمد خير فرواتي أنه ورث مهنة صناعة الفراء والجلد الطبيعي من والده وأجداده ومستمر بتعليمها لأولاده وينتج مختلف أنواع الفراء واللباس الشعبي القديم والمطرز لافتا إلى أن مهنته لا تزال منتجاتها مطلوبة ومرغوبة ومعرض اليوم يشكل فرصة مهمة لإبراز هذه المنتجات للزوار.
وعبر عدد من زوار المعرض عن إعجابهم بأجنحته التي احتوت مهنا وحرفا قديمة وفلكلورية عبرت عن تراث الأجداد ومهنية عالية في صناعة منتجات تدل على براعة وحرفية الصانع الحلبي عبر التاريخ.