عمار يونس يطلق فرقته من الأوبرا
حضر صوت فيروز وعبد الحليم وأم كلثوم في الأمسية التي قدمها عازف الكمان عمار يونس مع فرقته التي أسسها حديثاً والمؤلفة من البيانو والغيتار بيس والعود والقانون ومجموعة إيقاعيات شرقية وغربية على مسرح الأوبرا، فعزفت ألواناً مختلفة من الموسيقا الشرقية والغربية مع القوالب الموسيقية للونغا والتحميل.
اعتمدت الأمسية على الإعداد لعمار يونس والتوزيع بين الآلات المشاركة والتواصل بين اللحن الأساسي الكمان وبقية الآلات لتشترك كل آلة على حدة مع الكمان لتكون الصولو المرافق، إضافة إلى مشهدية ثنائية بين الآلات المشاركة، وتميز الكمان بالعزف التقني السريع جداً في مواضع، وبدأت بعزف الكمان “يامحلا الفسحة” من التراث، فشّكل الكمان مع اللحن المرافق للبيانو والعود والضربات الإيقاعية الخفيفة لوحة رائعة شدت الجمهور إلى صولو الكمان اللحن الأساسي، ثم الانتقال المفاجئ والعزف السريع في “كان عنا طاحون” للرحابنة وصوت فيروز الدافئ الذي مثّله الكمان، وأوضحت قدرة العازف يونس على التغيير اللحني الذي اتضح أكثر بالمقطوعات التالية.
مقطوعة “cardas” العالمية للمؤلف v.mont بدأت بصولو البيانو – ذو الفقار سلوم-بلحن بطيء ونغمات رقيقة مع صولو الكمان وتوظيف جزء من الدرامز ثم التكثيف الموسيقي بالعزف السريع ومن ثم العودة إلى اللحن الأساسي. واستحضر يونس ذكريات الجمهور مع عبد الحليم حافظ برائعته جبار ألحان محمد الموجي فأعاد لحن الكمان صوت عبد الحليم بمرافقة العود وصولو القانون والفرقة. انتقل بعدها يونس إلى عزف لونغا حجاز لجوكسيل بتوزيع الفرقة تخللها صولو الغيتار –العازف جوني صليبا- مع الإيقاعيات.
وبدا حضور الإيقاعيات القوي في الموسيقا التصويرية وعزف شارة “المال والبنون” للمؤلف ياسر عبد الرحمن مع ضربات الطار والرق والطبلة والدهولا والدرامز وتناغمها مع البيانو، ليأخذ الكمان اللحن الأساسي بمرافقة الخط المرافق للبيانو والعود والإيقاعيات، تلتها لونغا عجم للمؤلف المصري عبده داغر مع الكمان والفرقة، أما التأثير الأقوى للأمسية فكان بالطربيات ومقتطفات من ألحان أغنيات أم كلثوم منها للصبر حدود، فأخذ الكمان صوت أم كلثوم وتناغم مع صولو مطول للعود –سليمان مامو- والتوزيع بمرافقة القانون والرق والطبلة.
واختُتمت الأمسية بتحميل نهاوند فمضت الألحان الحيوية بتوظيف خاص لدور الإيقاعيات باللحن مع الكمان والفواصل فشكّلت توليفة رائعة تألقت بالقفلة المدهشة للكمان.
وأعرب عمار يونس عن سعادته بتقديم ألوان من الموسيقا الراقية والعميقة وإيضاح أداء الكمان التعبيري لمختلف أنواع الموسيقا العربية والشرقية والعالمية مثل المقطوعة الشهيرة caradas، وهي من الموسيقا الشعبية المحملة بالعاطفة والتكنيك العالي وتظهر إمكانيات آلة الكمان، كما اختار الفيروزيات لأنها تمثل لوناً خاصاً بالموسيقا العربية بمدرسة الرحابنة، وسيعمل على اختيار برنامج أكبر في الأمسيات القادمة.
ملده شويكاني