بدء عملية الانتقال السياسي.. وترامب لا يعترف بالهزيمة
بعدما أعلنت ولاية ميشيغن الأميركية،الاثنين، النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في أراضيها، وأكدت فوز جو بايدن فيها، وهو ما لم يدع مجالاً أمام إدارة الخدمات العامة، وهي الوكالة الاتحادية التي يجب أن توافق على عمليات الانتقال الرئاسية، إلا إعلان فوز بايدن، وقالت إميلي ميرفي رئيسة الإدارة في رسالة: إن بايدن سيحصل على الموارد اللازمة التي كانت معلقة بسبب طعون قانونية تسعى لإبطال فوزه.
وتعني الخطوة أن بايدن سيحصل الآن على تمويل اتحادي ومكتب رسمي لإدارة انتقاله على مدار الشهرين المقبلين. كما يمهد الطريق أمام بايدن ونائبته كاميلا هاريس لتلقي إفادات دورية بشأن الأمن القومي، والتي يتلقاها ترامب أيضاً.
ورحب فريق بايدن بالقرار، الذي يتيح “عملية انتقال سلسة للسلطة”، وأضاف في بيان له: إن قرار إدارة الخدمات العامة خطوة ضرورية لبدء معالجة التحديات.
وجاء في بيان صادر عن فريق بايدن: إن اجتماعات ستبدأ مع مسؤولين اتحاديين بشأن طريقة تعامل واشنطن مع جائحة فيروس كورونا، إلى جانب بحث قضايا الأمن القومي.
من جهته، علّق الرئيس دونالد ترامب قائلاً “سأوصي رئيسة إدارة الخدمات العامة الأميركية بالقيام بما يلزم فيما يتعلق بالانتقال، مشيراً إلى أنه “من أجل مصلحة بلدي أوصي بأن تقوم إدارة الخدمات العامة بما يجب القيام به فيما يتعلق بالبروتوكولات الأولية”، كما أوضح “أبلغت فريقي “القيام بالأمر نفسه” فيما يتعلق بالانتقال”.
كذلك قال ترامب إنه “أعطى ميرفي الضوء الأخضر للمضي قدماً في تسليم السلطة لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن”، رغم خططه لمواصلة إقامة دعاوى قانونية.
وأضاف ترامب في تغريدة “أود أن أشكر إميلي ميرفي في إدارة الخدمات العامة على التزامها وإخلاصها لبلدنا. تعرضت (إميلي) للمضايقات والتهديد والإساءة ولا أريد أن أرى ذلك يحدث لها أو لأسرتها أو لموظفيها في إدارة.
لكن رئيسة إدارة الخدمات العامة ردت قائلةً “أريدك أن تسمع مني مباشرة: لم أتعرض لضغوط أبداً فيما يتعلق بجوهر أو توقيت قراري. كان القرار قراري فقط”.
وقال ترامب في تغريدة: إن “قضيتنا تمضي بقوة وسنواصل المعركة. وأنا أؤمن أننا سننتصر”، فيما وصف أحد مستشاري ترامب الخطوة بأنها مشابهة لما تم إطلاع المرشحين عليه أثناء الحملة الانتخابية، وزعم: إن تغريدة ترامب لم تكن إقراراً بالهزيمة.
وزعم الجمهوري ترامب حدوث تزوير واسع النطاق في انتخابات الثالث من تشرين الثاني دون تقديم أدلة. وعلى الرغم من أنه لم يعترف بفوز بايدن منذ أن انتزع نائب الرئيس السابق أصوات المجمع الانتخابي قبل أسبوعين، كان إعلانه يوم الاثنين هو الخطوة الأقرب إلى اعترافه بالهزيمة.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ: “ربما تكون تلك الخطوة هي الأقرب إلى اعتراف الرئيس ترامب بالهزيمة”.
وحصل بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وهو ما يزيد كثيراً على الأصوات اللازمة للفوز وعددها 270. كما تفوق بايدن في التصويت الشعبي بأكثر من ستة ملايين صوت.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، اختار بايدن كبار أعضاء فريق السياسة الخارجية مستعينا بمساعده الموثوق أنتوني بلينكن لتولي وزارة الخارجية وجون كيري، السناتور السابق والمرشح الرئاسي الديمقراطي لعام 2004، ليشغل منصب المبعوث الخاص بالمناخ.
كما اختار بايدن، الذي قال إنه سيتخلى عن سياسة ترامب “أميركا أولا”، جيك سوليفان مستشارا للأمن القومي وليندا توماس-غرينفيلد سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهما يتمتعان بخبرة حكومية رفيعة المستوى.
ويعمل الديمقراطي البالغ من العمر 78 عاما على تشكيل إدارته من منزله بولاية ديلاوير مسقط رأسه إذ يستعد لقيادة بلد يعاني من أسوأ أزمة صحة عامة في الذاكرة الحية.
وقال اثنان من حلفاء بايدن، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما نظرا لمناقشتهما قرارا لم يتم الإعلان عنه بعد، إنه من المرجح أن يستعين بايدن برئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي السابقة جانيت يلين لشغل منصب وزيرة الخزانة في إدارته المقبلة.
وفي خطوة نحو تغيير سياسات الهجرة المتشددة لترامب، اختار بايدن المحامي أليخاندرو مايوركاس، الذي ولد في كوبا، لرئاسة وزارة الأمن الداخلي.