فوزي عثمان: تركت ذكرياتي معلّقة وفزت بوثيقة وطن
حلب- غالية خوجة
القصة لا تحمل جانباً أدبياً أو متخيلاً بقدر ما تحمل من واقعية الأحداث، أقصد الهدف منها لم يكن أدبياً، وكانت تجربتي الأولى، ومشاركتي الأولى في هذا النوع من القصص، علماً أنني لست كاتباً أو روائياً، هكذا أجابنا الشاب فوزي عثمان الفائز عن فئة سن دون العشرين بالجائزة البرونزية في “هذي حكايتي” في دورتها الثانية 2020 والتي تم تكريم الفائزين فيها بدمشق مؤخراً ثم عرّفنا بنفسه قائلاً: ولدت عام 2001 في قرية عطمان- عفرين التابعة لمحافظة حلب، وكانت مكاناً لإقامتي إلى أن فرقتنا الغارات الجوية وأصوات النيران، وبقيت ذكرياتنا معلّقة في كل أنحاء المنزل الذي طالما احتوانا.
وأضاف: لقد وثقت الأحداث والمعاناة التي مررت بها مع أهالينا في فترة الحرب التي جرت في عفرين، وتناولت ألم النزوح الذي كان مختلفاً لأنه احتوى نوعاً من الاستيطان، وكتبت عن الظروف التي عانيتها نتيجة انقطاعي عن التعليم لفترة طويلة، وكيف سعيت لاستكمال رحلتي الدراسية، حيث أصبحت الدراسة حلماً واجب التحقيق بالنسبة إلي، لكنني استكملته، وحالياً، أنا طالب هندسة معلوماتية، ولذلك، أتت قصتي واقعية توثيقية أكثر من كونها نصاً أدبياً متخيلاً، والتي كان محورها الرئيسي “كيف نخلق الأمل من المعاناة”.
وتابع عثمان: بالتأكيد، جميع القصص المشاركة، والفائزة، كانت نسيجاً من المعاناة التي مر بها أصحابها أٔنفسهم، وليست كلاماً منقولاً أو مصوغاً، والتي هدفت بها مؤسسة “وثيقة وطن” إلى توثيق تأريخ الحرب والمقاومة من أفواه وقلوب من عايشوها، وكانت مشاركة مميزة بالنسبة لي في أن أكون جزءاً من توثيق أحداث هذه الحرب الإرهابية الظالمة على وطننا سورية. أما عن هواياته الأخرى، فأجاب: أميل إلى التصوير الطبيعي والأماكن الأثرية نوعاً ما. وأكد فوزي عثمان أنه يقرأ ورقياً، لكنه يفضل القراءة الالكترونية، لكن، لماذا؟. فأجاب: كوني أستطيع الوصول إلى المحور الذي أريده دون التطرق إلى محاور أخرى.
أخيراً، ماذا تقول لأبناء جيلك؟.
صحيح أننا الجيل الذي ولد في قلب الصراعات، ولكن الإبداع والنجاح لا يخلق إلا من الألم والصعوبات. نذكر أن فوزي عثمان والتشكيلية شكران بلال هما الفائزان من حلب في جائزة “هذي حكايتي/2020″، ضمن 12 قصة فائزة من بين 800 قصة مشاركة مكتوبة وصوتية مسجلة باللغة العربية من كافة أرجاء سورية، وستنال نصيبها من الترجمة إلى اللغات العالمية. وتجدر الإشارة إلى أن قرارات لجنة التحكيم المستقلة: “نبيل صالح، وليد معماري، نهلة السوسو”، بنيت على ثلاثة معايير هي: “موضوعية الأحداث الواقعية، المغزى الإنساني، رقي التعبير والصياغة”.