معرض للزيتون.. ألوان خريفية بنظرة شامخة وملامح متحدية
حلب- البعث
برعاية محافظ حلب حسين دياب، انطلق معرض التشكيلية بريفان حموش “للزيتون”، في صالة تشرين للفنون، بحضور المهندسة ذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي لقطاع الثقافة، وجابر الساجور مدير الثقافة، والرفاق أمين وأعضاء قيادة شعبة عفرين لحزب البعث، وعدد من الفنانين والمهتمين.
المعرض الذي استمر لثلاثة أيام تمحور حول شجرة الزيتون الرامزة للارتباط بالأرض، والعطاء والاخضرار المتواصل، ليحكي عن سيرته المتجذرة من خلال سيرة النازحين المتجذرين في مدينة عفرين- حلب أثناء القذائف الإرهابية، لترصد تلك المعاناة بمفردات لونية تورق من الرماد والاحتراق اخضراراً دائماً يعكس كلام البيوت الريفية، وجلسات النسوة، ومواسم القطاف، والحالات المتنوعة للبيئة بانطباعية تعبيرية واقعية وعفوية تلتقي فيها آفاق الأرض بآفاق السماء من خلال أربعة ألوان أساسية لريشة حموش هي: الأزرق والأحمر والترابي والأخضر، وما بينها من تدرجات وألوان أخرى ظلالية وخطية ومنحنية. تألف المعرض من 56 لوحة، تزدهر فيها الفراغات الفنية بفراغات نازحة لظلال أناس كانوا هنا، بينما توشوش الأشجار التربة منتظرة عودة النازحين إليها، وكأنها تخبرهم: اشتقت لخطواتكم هنا، لأيديكم وهي تقطف الزيتون وتعصره زيوتاً ومحبة. كما عرضت بريفان حموش اكسسوارات فنية تراثية من المعادن المختلفة، والأقمشة، والأصداف، و”الخرز”، والجلود، وغيرها، شكّلت اللوحة (57) للمعرض، تسرد الفلكلور المحلي، وزينة النساء والشابات في مختلف المناسبات. وللمشاهد أن يكتشف في هذا المعرض كيف ينزح اللون الأصفر إلى خضرته متحدياً السواد وتدرجاته وألهبته، موقناً بأن الجذع القريب منه يرويه بالعودة، ولا تصمت جدران البيوت عن سرد معمارها البسيط، وما كان يجول بين ساكنيها من أحداث سمر وفرح وزفاف وزيارات متبادلة. وليست الطبيعة والبيئة وحدهما وبمختلف عناصرهما أبطال أعمال حموش، بل أيضاً الوجوه التي عكست ملامحها طبيعة الحياة وتعبها وآلامها، لاسيما وجه المرأة العجوز بلباسها الريفي التقليدي، وغطاء رأسها، ونظرتها الشامخة، وملامحها المتحدية للرياح المعاكسة.
بشكل عام، اتسمت أعمال الفنانة بريفان حموش بالبساطة العميقة والألوان الخريفية الباردة والحارة، المعبّرة عن اللحظة الراسخة في الذاكرة، تلك اللحظة المتجمدة لدرجة الذوبان، والانصهار، واستعادة اليخضور من الموت إلى الحياة.