الأخرس يعانق الحرية.. انتصار معركة الإرادة والأمعاء الخاوية
عانق الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس، الذي خاض إضراباً استمر 104 أيام، حريته، وانتصر على الاحتلال الإسرائيلي في معركة الإرادة والأمعاء الخاوية، وقال بعد الإفراج عن: “إن على الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه وألاّ ينتظر من العالم رفع الظلم عنه”، وأضاف: “أشعر بالنصر الكبير على أقوى قوة موجودة في الشرق الأوسط، وبصمودنا وتضحياتنا سننتصر ونعيش بحرية وكرامة”، وأردف قائلاً: “بعد 104 أيام من الإضراب عن الطعام أمتلك الآن حريتي بكرامة ومن دون إهانة”.
وكان الأسير المحرّر وصل الضفة الغربية، صباح الخميس، عبر حاجز جبارة العسكري قرب طولكرم في طريقه إلى مستشفى النجاح في نابلس، وقالت والدته: “إن الأسير انتصر على كل السجّانين”.
من جهتها، قالت عائلة الأسير في تصريحات: إن ماهر وصل إلى مستشفى النجاح الوطنية في مدينة نابلس بعد نقله عبر مركبة إسعاف من على حاجز جبارة القريب من مدينة طولكرم، وسيقوم بإجراء الفحوصات اللازمة وبناء على قرار الأطباء ستقرر العائلة بقائه في المستشفى أو نقله إلى البيت، مضيفة: في حال قرر الأطباء خروجه من المستشفى، وفقاً لحالته الصحية، فإنه تم التحضير لاستقبال في بيته في بلدته سيلة.
وتقدمّت حركة الجهاد في فلسطين، بـ “التهنئة الحارة”، من الأسير الأخرس، ابن قرية سيلة الظهر في جنين، لمناسبة الإفراج عنه من سجون الاحتلال، وانتصاره على السجّان بعد خوضه إضراباً عن الطعام تجاوز الـ 100 يوم، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري، وقالت في بيان: إن “معركة العز والكرامة التي خاضها المحرر الأخرس بأمعائه الخاوية، لهي خير دليل على أن شعبنا الفلسطيني لا يقبل بالذل، ولا يرضى العيش مكبّلاً بالقيود تلفه قضبان الزنازين أو الحصار، وخير دليل على أن هذا الشعب الصابر يتوق للحرية والتخلص من الاحتلال الجاثم على صدره منذ عشرات السنين”.
وفي السياق نفسه، هنأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة بتنسم الأسير البطل ماهر الأخرس عَبّق الحرية بعد ملحمة بطولية خاض خلالها معركة الإضراب المفتوح عن الطعام لأكثر من مائة يوم، واعتبرت أن الأسير البطل المحرر ماهر الأخرس بصموده وبأمعائه الخاوية وبحالة التضامن الشعبية والدولية الواسعة سجل انتصاراً جديداً باسم الحركة الأسيرة ضد السجان الصهيوني، حيث استطاع ورغم ما تعرض له من ممارسات وانتهاكات خطيرة أن يكسر من جديد المعادلة التي لطالما كان ينتهجها الاحتلال بحق الحركة الأسيرة ويسعى لتكريسها وفي المقدمة منها سياسة الاعتقال الإداري.
كما شددت الجبهة على أن معركة إسناد الأسرى بكافة الأشكال وصولاً لتحريرهم يجب أن تبقى على رأس أولويات الحركة الوطنية وأذرع المقاومة، باعتبار أن ما يخوضه الأسرى من ملاحم بطولية مستمرة ضد السجان الصهيوني هي معركة الشعب الفلسطيني كله، مع أولوية مواجهة سياسات الاعتقال الإداري والإهمال الطبي والعزل الانفرادي باعتبارها أكثر ممارسات الاحتلال إجراماً بحق الأسرى.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن الأسير الأخرس علّق إضرابه الذي استمر لـ104 أيام، بعد اتفاق يقضي بإطلاق سراحه في 26 تشرين الثاني، وقال الأسير الأخرس: إنه خاض الإضراب عن الطعام “نيابةً عن شعبنا وأسرانا”، مضيفاً أن “الشعب المسكين يقتل ويسجن ولا أحد يسأل عنه”، كما أكّد حينها أن الاحتلال “فُضح” من خلال هذا الإضراب، معرباً عن شكره لكل من تضامن مع قضيته ووقف معه.
وبذلك يكون الأسير الأخرس، والذي تدهورت أوضاعه الصحية بشدة خلال الأيام الأخيرة، قد حقق انتصاراً على قرار المحكمة العليا التابعة للاحتلال، والتي رفضت كافة الالتماسات التي تقدّمت بها محاميته للمطالبة بالإفراج الفوري عنه، وكان آخرها في 29 تشرين الأول الماضي.
يذكر أن الأخرس اعتقل بتاريخ 27 تموز، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى معتقل “حوارة”، وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقاً إلى سجن “عوفر”، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 4 شهور، حيث ثبتت المحكمة أمر الاعتقال في وقت لاحق.