النواب الليبيون يتفقون على توحيد جلساتهم في غدامس
أثمر الحوار الليبي بطنجة عن التزام أعضاء البرلمان الليبي بالعمل على توحيد البلد وإنهاء حالة الفوضى والانقسام، والالتزام بإجراء انتخابات عاجلة، واتفقوا على عقد “جلسة التئام مجلس النواب بمدينة غدامس مباشرة حال العودة”.
ويعد الانعقاد المقبل للبرلمان فوق الأرض الليبية نقطة تحول هامة لما لها من تأثير في المسار السياسي انطلاقة فريدة لكي يلعب مجلس النواب الليبي دوره كاملاً في عملية السلام وتنظيم انتخابات وتوحيد البلاد.
كما جاء في بيانهم الختامي أن “المقر الدستوري لانعقاد مجلس النواب هو مدينة بنغازي وذلك لإقرار كل ما من شأنه إنهاء الانقسام بمجلس النواب وبما يمكنه من أداء استحقاقاته على أكمل وجه”.
وأضاف البيان الصادر عن اجتماع أعضاء مجلس النواب الليبي بطنجة بشمال المغرب منذ 23 تشرين الثاني أنهم عازمون على “المضي قدماً نحو الوصول إلى إنهاء حالة الصراع والانقسام بكافة المؤسسات والحفاظ على وحدة وكيان الدولة وسيادتها على كامل أراضيها”.
كما عبر النواب الليبيون وعددهم أكثر من 123 نائبا ونائبة عن استعدادهم “التام للتعاطي بإيجابية مع كافة مخرجات مسارات الحوار بما يتفق مع الإعلان الدستوري وتعديلاته والاتفاق السياسي الليبي”.
وأشادوا “بما تم إنجازه عبر لجنة 5 زائد 5 من خطوات إيجابية”، معبرين عن اعتزامهم “الالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق إطار دستوري وإنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت ممكن على ألا تتجاوز العام من تاريخ التئام مجلس النواب”.
ومن جهته قال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية المغربية في كلمة له أمام أعضاء مجلس النواب الليبي إن “المرحلة السياسية الراهنة تحتاج مجلس نواب فيه الوئام ويسير في اتجاه واحد تنتهي فيه الانقسامات”.
وأضاف بوريطة إن “المرحلة السياسية الراهنة تحتاج لمجلس نواب فيه الوئام ويسير في اتجاه واحد تنتهي فيه الانقسامات الجغرافية والسياسية أو غيرها ويشتغل كجسم واحد لخدمة ليبيا والليبيين”. وأشاد بـ”نجاح هذا الاجتماع التشاوري”، واصفا الحضور بـ”النجاح الكبير لأن المجلس لم يلتئم منذ سنوات”، متمنيا أن “يكون هذا الاجتماع التشاوري نقطة انطلاقة لمجلس نواب يلعب دوره كاملا، خصوصا أن الجميع ينتظر منه أن يلعب الدور المحدد له في الاتفاق السياسي وهو دور مهم في مجال التعيين والتشريع والمراقبة”.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار سلسلة اجتماعات ليبية عقدت في المغرب منذ اجتماع الصخيرات في 2015 الذي أفضى إلى اتفاق سياسي ثم جلسات الحوار الليبي ببوزنيقة هذا العام.
ميدانياً، أعلنت قوات القيادة العامة التابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر السبت اعتقال سبعة إرهابيين تابعين لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب العربي وشمال أفريقيا” في مدينة أوباري جنوب غربي البلاد، حسبما أفادت بوابة الوسط الليبية على موقعها الإلكتروني.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة في بيان اليوم السبت، إن القبض على هذه العناصر تم خلال عملية أمنية، نفذتها وحدات القوات المسلحة بحي الشارب وحي التراقين في مدينة أوباري.
وقال الناطق باسم قوات القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، إن سرايا العمليات الخاصة التابعة للواء طارق بن زياد والكتيبة 116 مشاة، نفذت فجر السبت عملية نوعية في منطقة أوباري “حي التراقين وحي الشارب”، بالجنوب الغربي استهدفت أحد أوكار تنظيم “القاعدة الإرهابي في المغرب الإسلامي”، تم خلالها اعتقال سبعة “إرهابيين” ينتمون لجنسيات مختلفة.
ووفق المسماري صادرت قوات القيادة العامة كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والوثائق الخطيرة.
وأضاف المسماري أن هذه العملية تأتي في إطار العمليات الأمنية التي تهدف لمطاردة الخلايا “الإرهابية التكفيرية” والقضاء عليها، وإنفاذ القانون وتأكيد هيبة الدولة على كامل إقليمها الجغرافي وتأمين مواطنيها وتحقيق الأمن القومي والمحافظة عليه.
وأصبحت ليبيا منذ عدوان الناتو في العام 2011 مسرحا لترعرع الجماعات الإرهابية وتدربها وتسفيرها إلى سورية، وتعاني ليبيا إلى اليوم من انتشار الميليشيات الإرهابية النافذة والتي سيطرت طويلا على حقول نفط في مناطق عدة.