البنك الفكري للمراهقين.. معلومات وإرشادات لتجاوز آمن!!
“قنبلة موقوتة” ربما هو الوصف الأكثر تعبيراً عن خطورة مرحلة المراهقة التي يطرأ فيها تغيرات وتحولات جسدية ونفسية ومعرفية وعاطفية وجنسية وغيرها على شخصية المراهق، ربما تفقده حياته أو تأخذه إلى مطارح لا تحمد عقباها!.
للأسف الكثير من الأسر لا تعي خطورة هذه المرحلة العمرية، حيث تتعامل معها بنوع من اللامبالاة على مبدأ “الولد بربيه زمانه”، و”طب الجرّة على تمها البنت بتطلع لأمها”، بهذه العقلية التي يفكر بها الكثيرون أضاعنا شباباً صغار بعمر الورود وهم على أعتاب المستقبل
بهذا الخصوص لفت انتباهي كتاب صدر حديثاً للباحث التربوي هاجر رستم عبد الفتاح بعنوان “تنمية البنك الفكري للمراهقين”، وبفضول الصحفي اتصلت بمؤلف الكتاب للحديث عن أهم ما يحوي بين دفتيه واستخلاص أهم ما جاء فيه من نصائح للأسرة والمجتمع في كيفية التعامل مع هذه المرحلة التي تعتبر ” الجسر الذي يصل بين مرحلة الطفولة والنضوج”.
أفكار ومعلومات مفيدة
يؤكد رستم أن الكتاب فيه مجموعة أفكار ومعلومات ونصائح وإرشادات وتوجيهات ضرورية لكل أسرة في كيفية تعاملها مع أبنها المراهق وسط المحيط الذي يعيش فيه سواء في البيت أو المدرسة وخاصة الشارع وقال:”اعتمدت العرض السلس لمجموعة الوسائل الممكنة والكفيلة التي تساعد المراهق في الوسط المحيط به على تجاوز المشكلات بسلامة والحصول على نتائج وأفكار تعزز من خلالها طريقه نحو المستقبل واتخاذ القرارات المناسبة للمرحلة المقبلة في حياته أي ما بعد المراهقة ”
ويوضح عبد الفتاح أن التغيرات التي تحصل على شخصية المراهق سوف ينتج عنها طريقة تفكير جديدة تنعكس على سلوكه وتصرفاته مع ذاته والوسط المحيط به، وهذا ما يعيه جيداً العاملون في المجال الإرشادي والتوجيهي، “لذلك حرصت في كتابي على وضع مجموعة من القواعد التي تضمن سلامة المراهق والتعامل بشكل جيد مع دائرة حياته”.
وبيّن أن الكتاب يحوي مواضيع متقدمة كالحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي وكيف تؤثر سلباً على الطفل نتيجة إدمانه عليها وعدم مراقبته من الأهل الأمر الذي يترك آثاراً سلبية على شخصيته نفسياً وجسدياً تتسبب له بعقبات نفسية عديدة وتوترات واضطرابات خطيرة لا حصر لها.
“حاولت التركيز على النقاط الإيجابية التي تمكّن الطفل والشاب اليافع من العيش حياة جميلة، وقدمت العديد من النصائح والإرشادات التي يجب على الأسرة معرفتها في التعامل مع المراهق، كالتركيز على نقاط القوة في شخصيته ودعمها وتقويتها للوصول إلى طريقة تعامل متميزة بين الأسرة والمراهق والتي ستنعكس بالمحصلة إيجاباً عليه وعلى الأسرة والمجتمع ككل، الأمر الذي يقلل من المشاكل والأزمات التي تحصل نتيجة التفكير والسلوك الخاطئ وخاصة من الناحية العلمية والأخلاقية اللتان تشكلان جوهر وتقدم المجتمع بشكل صحي وسليم”.
الوعي واللاوعي
هذا الجانب المهم في شخصية المراهق، هل تم الحديث عنه؟ بالتأكيد هناك حيز مخصص له، حيث أن العقل الواعي لا يكتمل إلا بعد النضوج الجنسي الكامل وسن البلوغ وبالتالي فإن أية معلومة أو أفكار أو عادات يتلقاها العقل اللاواعي دون أن يغير بها ويتأكد من حقيقتها وصحتها، حيث سيؤثر هذا المخزون في طريقة التفكير وانعكاسه على سلوكه وتكوين شخصيته.
الكتاب محاولة جيدة في ظل فقر الدراسات والأبحاث حول مرحلة المراهقة، دراسات نحن بأمس الحاجة لها اليوم نظراً للتأثيرات الخطيرة التي تتركها حياتنا اليومية على أبنائنا نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ وهموم الحياة ومتطلباتها، وآثار التطور التكنولوجي الهائل الذي يعتبر العدو الأول للمراهق، عدا عن آثار الحرب التي ضيعت أحلام هذا الجيل ووضعته في مهب الريح!.
غسان فطوم