في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. المعاناة مستمرة؟!
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لا يزال الوضع “مكانك راوح”، فالاحتلال الإسرائيلي ممعن في جرائمه وبطشه، والفلسطينيون رازحون تحت وطأة القتل والملاحقة والاعتقال وهدم المنازل.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون أقسى الظروف، حيث أعلن نادي الأسير أن الأسير عايد خليل “55 عاماً” من بلدة قفين في طولكرم، يواجه وضعاً صحياً خطيراً، بعد أن تبين أنه يعاني من انسداد في أحد الشرايين الرئيسية في القلب، وأوضح نادي الأسير أن خليل يعاني من مشاكل صحية أخرى نتجت جراء سنوات الاعتقال الطويلة وما رافقها من ظروف قاسية، وتفاقمت مؤخراً، إلى أن تم تشخيص وضعه الصحي بعد إجراء عملية قثطرة له نهاية الأسبوع الماضي.
فيما يواجه الأسير معتصم رداد أوضاعاً صحية خطيرة وصعبة، تتفاقم مع مرور الوقت، حيث يُعاني منذ عام 2008، من مرض السرطان بالأمعاء، ومن ارتفاع في ضغط الدم ودقات القلب، وصعوبة بالتنفس، ومشاكل في الأعصاب والعظام، وضعف في النظر، وأوجاع دائمة تحرمه من النوم، نتيجة ظروف الاعتقال الصعبة، عدا عن استمرار إدارة سجون الاحتلال باحتجازه داخل ما تسمى بسجن “عيادة الرملة”، والتي تُشكل بالنسبة للأسرى قبراً، أو كما يطلق عليه الأسرى “بالمسلخ”.
في سياق متصل، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يحتاجون لكل أشكال التضامن العربي والدولي، في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة وظروف قاسية أدت إلى ارتقاء 226 شهيداً منهم.
وأضاف “مركز فلسطين” في تقرير بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي أقرته الجمعية العامة لـ”الأمم المتحدة” في عام 1977، أن قضية الأسرى من أهم القضايا التي نتجت عن الصراع مع الاحتلال وبالتالي تحتاج إلى كل صوت حر وشريف لإسنادهم.
وأكد بأن الاحتلال يعتقل 4400 أسير فلسطيني في ظل ظروف غاية في السوء، وقد بلغت حالات الاعتقال خلال العام الجاري ما يقارب من 3900 حالة اعتقال.
ووصلت حالات الاعتقال بين الأطفال القاصرين منذ بداية العام إلى ما يزيد عن 500 حالة، لا يزال منهم 170 خلف القضبان عدد منهم جرحى، بينما بين النساء بلغت حوالي 115 حالة، ولا يزال منهن 39 أسيرة في سجون الاحتلال بينهن جريحات ومريضات. ووصلت أعداد القرارات الإدارية خلال العام الجاري فقط ما يقارب 1000 قرار.
بدوره، ذكر المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أنه ما يزال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي قرابة 4300 أسير، موزعين عن نحو 21 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، بينهم 370 معتقل إداري، ومن بينهم أيضاً 1037 أسيراً يقضون أحكاماً تزيد عن 20 سنة.
في الأثناء، أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني استمرارها برفض قرار تقسيم فلسطين الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 كونه أعطى شرعية مزيفة للاحتلال الإسرائيلي لسرقة أرض الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وبمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لصدور القرار، جددت الهيئة تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة وفي العودة إلى فلسطين، داعية كل القوى والفصائل إلى وحدة الصف الفلسطيني ورأب الصدع على أسس وطنية ثابتة.
وأشارت الهيئة إلى أن قرار التقسيم تجاهل كل مبادئ العدل وحقوق الإنسان وهو وصمة عار في جبين المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن الإنسانية والحرص على حقن الدماء وحفظ السلام كما أن القرار تجاهل وجود الشعب العربي الفلسطيني فوق أرضه آلاف السنين.
ونوهت الهيئة بقدرة الشعب الفلسطيني على فرض إرادته وتحرير أرضه عبر التمسك بنهج المقاومة المشرف الذي تقوده سورية.
وفي قرية الخان الأحمر التي يتعمد الاحتلال هدمها مراراً، شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة احتجاجية في قرية الخان الأحمر بمدينة القدس المحتلة رفضاً لتهديد الاحتلال بهدمها.
وحمل المشاركون في الوقفة الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تندد بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وتدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على سلطات الاحتلال ومنع هدم الخان الأحمر.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: “إن الاحتلال يحاول الاستفادة من الفترة المتبقية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتنفيذ مخططاته وفصل القدس المحتلة عن باقي الضفة الغربية وتحويل مدن وبلدات الضفة إلى مناطق معزولة عن بعضها من خلال عمليات الهدم والتوسع الاستيطاني”.
وأشار عساف إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عملية لوقف مخططات الاحتلال الاستيطانية ومحاسبته على جرائمه بحق الفلسطينيين.
وفي بيان لها، دعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان إلى ترجمة اعتراف المجتمع الدولي بالحقوق الفلسطينية وبدولة فلسطين وسيادتها على أرضها وتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني.
وطالبت الفصائل في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بالضغط على حكومة الاحتلال للانصياع للإرادة الدولية وتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة بما فيها حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
وشددت الفصائل على ضرورة إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية والالتفاف حول المشروع الوطني الفلسطيني.
في الأثناء، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على موقف روسيا الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد بوتين في برقية دعم وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني على أن روسيا كانت ولا تزال تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتدعو إلى التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية.
ولفت بوتين إلى أن روسيا حريصة على مواصلة تقديم العون لفلسطين في مجالات التنمية الاقتصادية الاجتماعية ومواجهة جائحة كورونا.