خسارة منتخبنا السلوي أمام قطر تدق ناقوس الخطر بانتظار لقاء إيران
خيّب منتخبنا الوطني للرجال بكرة السلة أمس السبت الآمال بخسارته أمام نظيره القطري في التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا المقبلة، خاصة بعد أن أقام معسكراً امتد لشهر في مدينة كازان الروسية وكلّف ملايين الليرات، إضافة لتعاقده مع المدرّب الأميركي جوزيف ساليرنو ومساعده جيفري موريسون، إلا أن لاعبيه لم يكونوا على قدر التوقعات وتلقوا خسارة هي الأولى في تاريخ سلتنا مع قطر التي تلقّت 18 خسارة سابقة مع منتخبنا الوطني!.
بعيداً عن النتيجة الرقمية التي أشارت لخسارتنا بنتيجة 72 – 79 نقطة، فإن منتخبنا أضاع فوزاً كان في المتناول، والاستهتار من قبل لاعبينا وعدم القراءة الصحيحة لمدرّبنا الأميركي الذي تاه في آخر ثلاث دقائق من المباراة أدى لخسارة غريبة، حيث كان منتخبنا متقدماً بفارق 12 نقطة لكنه خسر هذا التقدم بسرعة وسُجل في سلتنا 16 نقطة متتالية، ولم نستطع التسجيل سوى أربع نقاط لعدة أسباب، منها عدم استطاعتنا التعامل مع خطة “الدفاع الضاغط” التي مارسها القطريون علينا، وأضاع لاعبونا الكرات بسهولة وارتكاب الكثير من “التورن أوفر”، وهذا كلّه يتحمّله المدرّب ومساعده اللذان عجزا عن توجيه اللاعبين لإخراج الكرة من ملعبنا.
على العموم ما قدّمه لاعبو المنتخب يضع أكثر من إشارة استفهام، فهجومياً.. لولا المجنّس الأميركي جورج كيل (الذي سجّل 36 نقطة وحده)، لما شهدنا سجلاً تهديفياً لباقي اللاعبين. ودفاعياً تطوّرنا بشكل بسيط مع وجود أخطاء وتراجع في أداء الكثير من نجوم المنتخب، فإذا كان الأداء على هذا النحو أمام منتخب قطر “الضعيف” برأي كثير من النقاد، فكيف سيكون عليه الحال عندما نواجه منتخب إيران غداً الإثنين..؟.
الخبير السلوي هشام الشمعة أكد لـ “البعث” أن منتخبنا قدّم أداء متفاوتاً بين الأرباع، فكان جيداً في الأرباع الثلاثة الأولى، حتى منتصف الربع الأخير، لينهار دون أي مبرّر، وما حدث أمام قطر يؤكد اتساع الهوة بين مستوى الدوري المحلي لسلتنا والمستوى الدولي، فليس بمقدور المدرّب أن يقلب فكر وذهنية اللاعب بأيام أو أسابيع. وأضاف الشمعة: غياب التوازن كان ولا يزال من مشكلات سلتنا، ومنها على سبيل المثال ما حدث في مباراة قطر، حيث وجد منتخبنا صعوبة في تجاوزنا الدفاع الضاغط وهي مشكلة تؤرّق سلتنا، كما أنها تعكس أن تأسيس اللاعب على اللعب بهذه الطريقة يجب أن يكون منذ الصغر.
وبيّن الشمعة أن الأمر المهمّ والواضح خلال المباراة أن بعض لاعبينا لم يستوعبوا بعد التعديلات الجديدة على قانون اللعبة وارتكبوا الكثير من الأخطاء دون أي مبرّر، وتعرّضت سلتنا للكثير من السلات السهلة، ومن هنا اختلفت الرؤية ما بين حساسية الصافرة في ملاعبنا والملاعب الدولية، كما أن رتم المنتخب كان يفتقد للسرعة، ولم نجد الهجوم السريع الذي تعوّدنا عليه فيما مضى، وعلينا أن نتذكر بأننا ومن دون لاعب مجنّس وبمدرب وطني فزنا على السعودية في أرضها، واليوم نخسر رغم اختلاف المعطيات من تحضيرات ومعسكرات وبوجود لاعب مجنّس ومدرّب ومساعد مدرب أجنبيين.
أخيراً.. لا بد من القول إن سلّتنا تحصد تراكمات السنين السابقة، وخسارة مباراة قطر لم تنهِ الأمور، فالفرصة قائمة لمنتخبنا بالتأهل للنهائيات المقبلة شريطة تحسين الأمور.
عماد درويش