غزل كوروني على الطريقة الحلبية
حلب- غالية خوجة
المجتمع الحلبي يحبّ الحب، ويعبّر عنه يومياً بطريقة شفافة وقيم جميلة وقصائد لا تذوب مع الزمان، وأغان تبهر العالم، والطرب الحلبي مشهور عربياً وعالمياً، إضافة إلى الشعر الذي لا ينسى منه الحلبي أو الحلبية بيتاً، حتى لو كان أمياً، فتسمعه يردّد بيتاً من المعلقات، مثلاً لعنترة بن شداد وهو يتغزل بعبلاهُ! أو لقيس بن الملوح وهو يتغنى بليلاه! أو يغني لصباح فخري “خمرة الحب اسقينيها”، أمّا أن تجد من يتغزل بـ”كورونا” لتكون حبيبته، أو يرمز لحبيبته بـ”كورونا”، فهذا لن تجده إلاّ في حلب أيضاً!.
وهكذا، رأيت على أحد جدران المدينة غزلاً كورونياً يتحوّل فيه قلب العاشق إلى “قلب صيني” وتصير فيه الحبيبة “كورونا”!.
إنها لقطة من الحياة اليومية في مدينة حلب أقرب ما تكون إلى ما أسميه “الكاريكاتير الكلامي”، وتدعوك لتقول: إضحك أنت في حلب، التي تحوّل، دائماً، المأساة من تراجيديتها إلى كوميديتها، لتصبح الحياة أكثر قبولاً وإيجابية، وهذا ما ستشعر به كلما قرأت هذا الغزل الكوروني “المخربش” على أكثر من جدار من جدران المدينة: “أحبك كورونا وقلبي صيني لا يحتمل”.