النظام التركي يناور ويسحب سفينة التنقيب.. وبروكسل تقلل من أهميتها
أعلنت المفوضية الأوروبية أن قيام النظام التركي بسحب سفينة التنقيب من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط لن يغير من توقعات الاتحاد الأوروبي حيال سلوك هذا النظام.
وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية للشؤون الخارجية بيتر ستانو في تصريح صحفي اليوم حول مغادرة السفينة التركية: “القادة الاوربيون كانوا واضحين حول ماهية توقعاتنا، وسيناقشون في اجتماعهم القادم ما إذا تمت تلبية التوقعات الخاصة بتركيا”، مضيفا تبني إعلان واحد أو تصرف واحد لن يغير من ذلك، ولكن سنبني على التصرفات العامة للنظام التركي.
وكان منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أكد في وقت سابق أن أفعال النظام التركي في منطقة شرق المتوسط تبعده عن الانضمام للاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية إعلان أنقرة استمرار التنقيب في تلك المنطقة.
وفي أيلول الماضي، أعلنت سبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي مطلة على البحر المتوسط، في بيان مشترك، استعدادها لدعم فرض عقوبات على نظام أردوغان إذا لم يوقف استفزازاته تجاه اليونان وقبرص، في وقت يواصل النظام التركي استفزازاته تجاه الدول المجاورة سعيا وراء تنفيذ مخططاته وأطماعه التوسعية.
وكان النظام التركي أعلن عن عودة سفينة التنقيب التركية أوروتش رئيس إلى ميناء أنطاليا قادمة من منطقة متنازع عليها بالبحر المتوسط قبل أقل من أسبوعين من قمة للاتحاد الأوروبي سينظر التكتل خلالها في العقوبات المحتمل فرضها على أنقرة، والتي من شأنها أن تفاقم الأزمة الخانقة التي يعيشها الاقتصاد التركي في السنوات الأخيرة.
وفي كل مرة يلوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة يحاول رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مغازلة بروكسل بتصريحات المهادنة لتفادي غضب الأوروبيين، فيما استنفدت انتهاكاته المتكررة صبرهم. وعمد أردوغان مؤخراً، في مسعى لترطيب العلاقات مع بروكسل، لإطلاق تصريحات ودية على غير العادة بهدف التهدئة مع الاتحاد الأوروبي، لكنه بات ملزماًـ بعد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في 22 تشرين الثاني الجاري وتحت وطأة الضغوط الأوربية، بالانتقال من خطابات التهدئة والمهادنة والمناورة إلى إظهار نوايا حسنة في الاستجابة لدعوات بروكسل بوقف انتهاكاته في مياه شرق البحر المتوسط لتجنب عقوبات قاسية.
وكان لودريان قد أعلن أن باريس تنتظر “أفعالاً” من جانب النظام التركي، وقال في تصريح صحافي: “لا يكفي أن نلاحظ منذ يومين أو ثلاثة أيام تصريحات تهدئة من جانب أردوغان، ينبغي أن تكون هناك أفعال”.