سورية تعرّب العالم ولواء اسكندرون والجولان عربيان سوريان
حلب – غالية خوجة
لواء اسكندرون السليب منذ 29 تشرين الثاني 1939 هو عربي سوري منذ الأزل وإلى الأبد، فمنذ ذلك التاريخ تكالب الاحتلال الثلاثي فرنسا وبريطانيا وتركيا على سلخه عن أرضه الأمّ سورية، وازدادت إرهابية السلخ في العشرية الظلامية التي طالت سوريتنا الحبيبة الصامدة المنتصرة، والتي ما زالت ترسمه ضمن خارطتها الجغرافية، وستظل كذلك إلى لحظة التحرير والتطهير عاجلاً أو آجلاً.
ورغم حملات التتريك المتوالية، إلاّ أن العروبة والعربية هي الغالبة، فكم حاول العثمانيون فرض لغتهم على العرب أثناء الاحتلال العثماني الذي استمر أربعة قرون، إلاّ أن العرب ولغتهم العربية هي التي أثرت في اللغة التركية وأهلها والناطقين بها، أي أننا عرّبنا التركية، كما عرّبنا اللغات الأخرى، وعرّبنا العالم. وضمن هذا التعريب المستمر، يتضح أن لواء اسكندرون، بمساحته 4500 كم2، وبسكانه المصرين على سوريتهم العربية، أقوى بانتمائهم وحضورهم الماضي والحاضر والمستقبلي.
لواء اسكندرون والجولان عربيان سوريان، ولن يتغير ذلك إلاّ إذا غيرت الشمس جهة شروقها فأصبحت من الغرب، أو إذا غيرت مجرة التبانة مكانها، والكواكب مداراتها، إلاّ إذا غيّر الكون وجوده، ودخل في قيامته الأخيرة.
وبهذه المناسبة الاسكندرونية أصدر مجلس الشعب السوري بياناً مؤكداً على عربية وسورية لواء اسكندرون، وفي كل مكان، ومن هذه الأمكنة حلب التي أصبحت وأمست على هذه الذكرى الأليمة، المطالبة بعودة اللواء إلى أمه سورية. وإحياء لهذه الذكرى الأليمة، شاركت في الحملة الوطنية لتحرير لواء اسكندرون العربي السوري السليب كافة الجهات ومنها الجمعية الخيرية لأبناء لواء اسكندرون من أجل تحرير لواء اسكندرون ودحر الاحتلال التركي الأمريكي من أرض سوريتنا الحبيبة، تحت شعار اللواء عربي سوري منذ الأزل وإلى الأبد. كما امتلأت ساحات حلب بالناس المطالبة بتحرير اللواء، ومنها ساحة جامعة حلب، ساحة المدينة الجامعية، وساحة سعد الله الجابري.
ولا بد أن نذكر أن الكثير من المفكرين والكتّاب والشعراء والأدباء والمثقفين هم لوائيون، ومنهم شاعر الطفولة والعروبة سليمان العيسى، الذي خص اللواء بكتاب “لواء اسكندرون بلدي الصغير”، من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وإعداد زوجة الشاعر الباحثة د.ملكة أبيض، والمتضمن سيرة الشاعر مع اللواء والمؤامرة والتهجير، وكان حينها يدرس الإعدادية، وكيف مشى على قدميه، من أنطاكية إلى جسر الشغور، وكيف عاد لزيارة قريته النعيرية وأهله وأقربائه، مع زوجته وأطفاله عام 1964، إلاّ أن الاستعمار التركي منعه بعدما علم بمواقفه، وكتب على جواز سفره “إبطال”.
وقد كتب سليمان العيسى قصائد لا تحصى عن الأرض العربية من لواء اسكندرون إلى فلسطين إلى لواء اسكندرون، ومن أبياته لتراب النعيرية الذي ولد عليه العيسى عام 1921:
قالوا: غداً ذكرى اللواء/ ترابكَ العَطِرِ الشهيد
قالوا: فتمتمتِ الجراح/ على فم الطفل الشريدِ
وتزاحمت عشرون عاماً/ كي تجلجلَ في نشيدي
ورميت داميةَ الطريق/ بنظرة الإلف الودودِ
أهوى الصخور الحاملاتِ/ حطامِ أجنحة الفهود
أهوى طريق السائرين/ وخلفهم مزَق القيودِ
أهواكَ يا بلدي الصغير/ يضيق كبْركَ بالسجودِ
وتعيش تحت النيرِ/ صلدَ العودِ، جبّارَ الصمودِ
وبمناسبة هذه الذكرى الأليمة، ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية شاهين الحجي أن الفعاليات تتضمن إقامة حملة وطنية لجمع التواقيع للمطالبة باستعادة لواء اسكندرون المحتل، وإنهاء التواجد التركي على الأراضي السورية كافة، إضافة إلى توجيه كتاب للأمين العام للأمم المتحدة يندد بالاحتلال التركي، ويطالب بوضع حد للانتهاكات التي تقوم بها تركيا وغيرها من الدول الاستعمارية الكبرى على الأراضي السورية، ومساعدة المواطنين ممن احتلت أراضيهم بالقوة على استعادتها وفقاً لقواعد القانون الدولي، وكذلك توجيه كتاب لكل من مندوب سورية الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الشعب السوري للتنديد بالاحتلال التركي ونقل المطالب المحقة لأبناء اللواء السليب إلى البرلمانات العربية والصديقة والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية.
وتابع الحجي: إنه ومع تجدد الذكرى، يؤكد السوريون عزمهم وتصميمهم وإرادتهم على استرجاع اللواء السليب والجولان المحتل، والمشاركة في توجيه رسالة إلى العالم أجمع بحتمية عودتهما إلى حضن الوطن الأم سورية.