ترامب يسحب نصف دبلوماسييه من العراق
أعلن مسؤولون أميركيون أن الرئيس دونالد ترامب قرّر سحب نصف دبلوماسيي بلاده في العراق، فيما أكدت مصادر متطابقة أن برقية وصلت بتوجيه مؤقت للإبقاء على السفير أو القائم بأعمال السفير والموظفين الأساسيين، لافتة إلى أن التوجيه جاء من البيت الأبيض.
ورجّحت المصادر بقاء هذا الإجراء ساري المفعول لما بعد انتهاء ذكرى اغتيال الشهيدين قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين استشهدا بقصف صاروخي أميركي قرب مطار بغداد الدولي في 2 كانون الثاني من العام الجاري.
وأوضحت المصادر أنه يرجّح بقاء هذا الإجراء على الأقل لنهاية عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب المقررة في 20 كانون الثاني 2021، أي بعد أسابيع من موعد الذكرى.
كما أفاد مسؤولان عراقيان كبيران أن الولايات المتحدة بصدد خفض عدد دبلوماسييها العاملين في سفارتها ببغداد “في إجراء أمني مؤقت”، وأوضحت صحيفة “بوليتيكو” أن المسؤولين الاميركيين أكدوا لها قرار تخفيض عدد الموظفين، مشيرة أن الأمر من المفترض أن يكون مؤقتاً، وليس من الواضح متى سيستأنف الدبلوماسيون عملهم.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: إن ما يصل إلى نصف عدد الموظفين الأميركيين في السفارة والمنشآت الدبلوماسية الأخرى في العراق سيغادرون، مرجّحاً أن يكون عددهم بـ “العشرات”.
بدورها قالت صحيفة “واشنطن بوست”: إن مسؤولاً قال لها: إن إدارة ترامب تعتزم خفض عدد موظفيها بالسفارة الأميركية في بغداد، بشكل مؤقت، وأوضح أن الدافع وراء هذا القرار هو الخوف من حدوث أعمال تستهدف الدبلوماسيين الأميركيين بالتزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال سليماني.
وكانت “سي. إن. إن” نقلت عن مصادر قولها: إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تراقب في الوقت الراهن ما إذا كانت طهران ستجدد الانتقام لاستشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، وسط تخوّفات أميركية مع اقتراب ذكرى استشهاده.
وفي منتصف الشهر الماضي، تحدّثت المصادر عن أنّ وزارة الدفاع الأميركيّة أصدرت إشعاراً لبدء التخطيط لخفض عدد القوّات إلى 2500 جندي في كل من العراق وأفغانستان، قبل مغادرة ترامب منصبه في 20 كانون الثاني المقبل، في خطوة ستعني في حال حصولها أنّ الولايات المتّحدة ستبقي على كتيبة عسكرية واحدة في كلّ من هذين البلدين، قوامها حوالى 2500 جندي.
ولم تؤكّد وزارة الدفاع الأميركية صحّة هذه التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أنّ ترامب قد يعلن بنفسه عن هذا القرار خلال الأسبوع الجاري.
مجلة “ذا نيويوركر” الأميركية تحدّثت في 16 تشرين الأول عن أن “حملة التطهير التي نفذها البيت الأبيض ضد وزارة الدفاع، ربما كانت مدفوعة بحقيقة أن وزير الدفاع السابق مارك إسبر وفريقه كانوا يعرقلون الانسحاب المبكر من أفغانستان الذي سيتمّ تنفيذه قبل استيفاء الشروط المطلوبة على الأرض”.
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، قبل أن يقيله ترامب قبل أسبوع، شدد على ضرورة بقاء 4500 جندي أميركي على الأقلّ في أفغانستان، إلى أن تبرهن حركة طالبان على أرض الواقع أنّها خفضت من وتيرة العنف.
كما يأتي القرار بعد أيام من اغتيال العالم النووي الايراني فخري زاده، حيث حمّلت ايران “إسرائيل” مسؤولية العملية، التي وصفتها بالمعقدة.
وكانت الإدارة الأميركية أقدمت مطلع العام الحالي على ارتكاب جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وعدد من رفاقهما قرب مطار بغداد الدولي.
في الأثناء، ألقت القوات العراقية القبض على أربعة إرهابيين من تنظيم “داعش” في محافظة نينوى كانوا يعملون ضمن معسكرات التنظيم خلال سيطرته على مدينة الموصل.
وألقت القوات العراقية الأربعاء القبض على إرهابي من تنظيم “داعش” في محافظة كركوك شمال البلاد.