أين نحن من لقاح كوفيد-19؟
أما وقد أضحى لقاح كورونا حقيقةً وأنه سيكون بمتناول اليد بدءاً من كانون الأول الجاري لدى “الدول الصانعة” أولاً وفق أولويات واعتبارات محدّدة، وهذا يبدو منطقياً وطبيعياً إلى حدّ ما، فإن السؤال أين موقعنا في خضمّ هذا؟ وهل وضعت الحكومة ووزارة الصحة على وجه الخصوص خطةً أو تصوّراً ما للحصول على اللقاح بالسرعة المطلوبة بالتنسيق مع الدول “الصديقة”، ونعني روسيا والصين على وجه التحديد، أو مع منظمة الصحة العالمية أو الصليب الأحمر وغيرها، أو من خلال توظيف قدرات السوريين وعلاقاتهم الدولية النافذة على الصعيدين الرسمي والفردي لضمان الحصول على حصتنا واحتياجاتنا، ولاسيما في ظل الحصار المفروض زوراً وبهتاناً على ملايين السوريين وتداعياته الاقتصادية الرهيبة على حياتنا؟.
وبالتالي هل تمّ البحث في كيفية تأمين التمويل في حال عجزت المنظمات الدولية أو تقاعست أو تلكّأت أو قصّرت أو تجاهلت..؟ وهل فكّرنا في طريقة شحنه ونقله من المصدر وأماكن تخزينه التي تحتاج إلى ظروف خاصة.. واستطراداً نسأل: هل أعددنا قاعدة بيانات باحتياجاتنا والشرائح العمرية والصحية والمهنية التي ستعطى الأولوية في أخذ اللقاح وفق خطة محكمة تتضمّن تحديد المراكز والمستوصفات والمشافي والجيش الطبي الأبيض المدرّب لضمان إيصال اللقاح بالسرعة المطلوبة؟.
وهل هيّأنا الفرق الطبية التي ستتولى متابعة أحوال الملقّحين والتأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعاطي مع التداعيات إن حصلت؟.. إننا نعتقد أن إسراعنا في الحصول على اللقاح يرتقي إلى مستوى معركتنا التي نخوضها ضد الإرهاب لكن بشكل آخر، وانتصارنا في خوض غمارها سيعيد الطمأنينة والهدوء للملايين المتعبة وسيزيح جزءاً كبيراً من الأثقال عن كاهل الناس.. علّ عجلة الحياة تعود لتوازنها بعد أن أربكتها الحروب والأمراض ليكون “لقاح كوفيد ١٩” فاتحة خير وأجمل هدية ورسالة أمل جديدة تقدّم مع إطلالة العام الجديد ٢٠٢١.
وائل علي