ديربي دمشق حسمته الخبرة والبرتقالي كسب الاحترام
في ديربي دمشق الذي جمع الوحدة بجاره الجيش ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري الممتاز بكرة القدم يوم أمس، كسر صخب الجماهير هدوء ملعب الجلاء وظهر انتماء المشجعين مع اختلاف ألوانهم في المدرجات مع ترديد الهتافات الخاصة بعشق نادي الوحدة، أو تلك التي تتغنى بقطب دمشق الآخر نادي الجيش.
الديربي في نهايته تلون بالأحمر، وتحديدا في الوقت القاتل خطف الزعيم الجيشاوي نقاط المباراة ومعها آمال لاعبي الوحدة بالحصول على نقطة التعادل من أرض غريمهم، ولم يستفد الوحدة بذلك من الحالة المعنوية العالية بعد الانتصار على تشرين ومتابعة سلسلة إيجابية تمكنهم من خلالها توطيد موقعهم بين المنافسين في جدول الترتيب العام.
الجيش مع بداية المباراة استوعب ضغط الوحدة الباحث عن مباغتته، وامتص لاعبو الأحمر حرارة الأداء العالي والسرعة وضغط الوحدة على مرماهم، إذ اعتمد الأخير على الاختراق من الأطراف وخاصة الجهة اليسرى، هذا الضغط الوحداوي قابلته كماشة دفاعية جيشاوية في ربع الساعة الأول، واعتمد الجيش على بناء الارتداد السريع ولم يجازف في العملية الهجومية، والاكتفاء بلمسات قليلة أثمرت في جعل الواكد أمام مرمى طه موسى،وأعلن معها تقدم ناديه بهدف.
بعدها ظل الجيش ملتزما ومتحفظا دفاعيا مع الاعتماد على الكرات الطولية خلف ظهر خط دفاع الوحدة ، إلا أن منظومته الدفاعية أصابها بعض الهفوات التي لم تشكل خطورة على مرمى خالد ابراهيم عموما، والهدف المسجل حول الديربي من المعسكر البرتقالي إلى نظيره الأحمر، فصعب على لاعبي الوحدة إخراج كراتهم من منتصف الملعب عند اعتماد لاعبي الجيش على الضغط المكثف، ومع ذلك بقي الوحدة خطيرا في الكرات الثابتة والركنيات واللذين أديا إلى تهديد مرمى الجيش في أكثر من مناسبة، في وقت خسر الجيش عنصرا فعالا بخط هجومه مع خروج الواكد قبل نهاية الشوط الأول بداعي الإصابة فعجز الجيش على إيجاد الفرص بغياب هدافه.
الشوط الثاني بدأه الوحدة كما بداية الأول ضاغطا لإدراك التعادل ليكون الاختراق عبر الأطراف هو كلمة السر على اعتبار أن هدف التعادل جاء من الحالة النشطة لعناصر الجبهة اليسرى، وكاد البرتقالي أن يضاعف النتيجة لولا استهتار لاعبيه أمام مرمى الجيش، فأصبح الوحدة أكثر خطورة بعد هدف التعادل، ولاعبوه أكثر حركية، بل إنهم اقتربوا من الهدف الثاني لولا خشبات المرمى التي كان فعلها كأسمها بعد أن وقف عارضا أمام البركات وداعما لحارس الجيش، في حين ضرب الجيش الوحدة عبر اختراق الأطراف كذلك، وتمت صناعة هدف الفوز “الجيشاوي” من خلال التوغل من الجبهة اليسرى لنادي الوحدة.
على العموم معظم فترات المباراة، غلب عليها
التمريرات غير المركزة من كلا الجانبين، وافتقر الديربي إلى اللعب الأرضي المنظم القادر على خلق المساحات، وتمركز اللعب في وسط الميدان، مع عدم إمكانية إيجاد الثغرات للتسديد البعيد، ولم تصنع الأظهرة الدفاعية الفارق في عملية البناء الهجومي، وأصاب اللاعبون مع تقدم الوقت حالة من الثقل والإرهاق البدني وصعب عليهم مجاراة نسق اللعب الذي اعتمد بالأساس على العنصر البدني والالتحامات في غالبية أوقات المباراة.
ويمكن القول في النهاية إن الجيش حسم قمة الجولة من خلال خبرته والاستفادة من اندفاع الوحدة الهجومي، أما رفض الكوادر الفنية البرتقالية الإدلاء بالتصريحات لوسائل الإعلام بعد الخسارة والإشارة فقط إلى الأخطاء التحكيمية، واعتبارها السبب الأوحد للهزيمة فتظل محط استفهام.
محمد ديب بظت