الصحة العالمية تحذّر من التراخي في مواجهة طفرة كوفيد-19
سجلت الولايات المتحدة رقماً قياسياً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وذلك لليوم الثالث على التوالي، وقالت جامعة جونز هوبكنز قولها في تقريرها اليومي.. إن عدد الإصابات المسجلة بلغ نحو 230 ألف إصابة جديدة فيما بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس في البلاد خلال الفترة الزمنية نفسها 2527، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أي تهاون في تدابير الحيطة في مواجهة فيروس كورونا، الذي يتفشى بوتيرة سريعة، ولا سيما في الولايات المتحدة، رغم التفاؤل الذي يثيره التوصل إلى لقاحات.
من جهتها، تجاوزت كندا المجاورة الجمعة عتبة 400 ألف إصابة، بعد أسبوعين من تخطيها عتبة 300 ألف إصابة، ما ينذر بارتفاع مفاجئ في عدد الإصابات بالمرض.
وفي مواجهة الخطر، يرتقب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حفل تنصيب في كانون الثاني عبر الانترنت بناء على “توصيات الخبراء”. وقال الرئيس الديمقراطي البالغ 77 عاماً “من غير المرجح إذاً أن يكون لدينا مليون شخص في المول” الجادة الكبيرة في وسط واشنطن المؤدية إلى مبنى الكابيتول.
ودعا خبراء منظمة الصحة العالمية إلى عدم تخفيف اليقظة جراء التفاؤل الذي أثاره التوصل إلى لقاحات. وأكد مدير برنامج الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايك رايان أن “اللقاحات لا تعني صفر كوفيد” مطالباً “الناس بمواصلة بذل الجهود”.
وحذّر من أن “التلقيح سيضيف أداة مهمة وقوية إلى مجموعة الأدوات المتاحة لنا” لمكافحة الوباء لكن “وحدها لن تقوم بالمهمة”.
وفي بريطانيا، “ترجّح” السلطات الصحية تراجعاً كبيراً للوباء “بحلول الربيع” بفضل حملات التلقيح. إلا أنها تستعدّ أولاً لارتفاع عدد الإصابات بعد فترة عيد الميلاد.
وهذا الأسبوع، أصبحت المملكة المتحدة، وهي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا (أكثر من 60 ألف وفاة)، أول دولة غربية ترخص استخدام لقاح ضد كوفيد-19 بإعطائها الضوء الأخضر للقاح فايزر/بايونتيك. ومن المفترض البدء بتوزيع أولى الجرعات الأسبوع المقبل.
وأصاب الوباء أكثر من 65 مليون شخص في العالم وتسبب بوفاة أكثر من 1,5 مليون شخص.
ويواصل الوباء تفشيه خصوصاً في إيطاليا، وسجّلت أميركا اللاتينية والكاريبي ارتفاعاً في عدد الإصابات بنسبة 18% خلال أسبوع.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، أُجريت تجارب على 51 لقاحاً مرشحاً على الإنسان، وباتت 13 من بينها في المرحلة الأخيرة من التجارب.
وتتوقع بلجيكا وفرنسا وإسبانيا إطلاق حملات التلقيح في كانون الثاني عبر التركيز أولاً على الفئات الأكثر ضعفاً.
ومع الوصول المرتقب لهذه اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي يُفترض أن تّخزن في بعض الأحيان في درجات حرارة منخفضة جداً، تحضّر شركات أميركية الأرضية. إذ إن شركة “يو بي اس” الأمريكية العملاقة للخدمات اللوجستية طوّرت ثلاجات محمولة تسمح بحفظ اللقاح في حرارة تراوح بين 20 و80 درجة مئوية تحت الصفر.
وطلبت شركة “فورد” المصنعة للسيارات ثلاجاتها الخاصة لتقديم اللقاحات لموظفيها، في وقت أعربت شركة “سميثفيلد” الأميركية العملاقة للحوم عن استعدادها لوضع الغرف الباردة في مسالخها في الخدمة.
ولم يبقَ سوى إقناع السكان بتلقي اللقاح على خلفية شعور بانعدام الثقة في لقاحات تم تطويرها في مدة قياسية.
وتعهّدت شخصيات بارز بتلقي اللقاح بشكل علني لتصبح نموذجاً، على غرار بايدن والرؤساء الأميركيين السابقين باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون.
وبانتظار وصول اللقاحات، قد تسرّع التجمعات بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة وتيرة تفشي الوباء، بما في ذلك الاندفاع إلى المتاجر عند انتهاء تدابير العزل في بعض الدول لشراء أغراض وهدايا العيد.
وفي البرازيل، سُمح للمراكز التجارية في ريو دي جانيرو بفتح أبوابها 24 ساعة في اليوم لمحاولة تجنّب الاكتظاظ لشراء أغراض العيد. وسجّلت البلاد قرابة 700 وفاة جديدة في 24 ساعة، ما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى نحو 176 ألف وفاة.
وبين العزل والتباعد الاجتماعي، أُرغم التجار وأصحاب المطاعم على ابتكار أفكار جديدة لإبقاء محالهم مفتوحة.
وتقوم كاتيا هيندلماير الشريكة في ملكية حانة في برلين، بتسليم مشروبات تُصنع في محلها على متن دراجات مباشرة إلى الزبائن. وقالت: “نفضل العمل مقابل مدخول قليل على عدم القيام بأي شيء” مشيرةً إلى أنها متمسكة بـ”الحفاظ على نشاط موظفيها”.
وفي الولايات المتحدة، تراجع معدّل خلق الوظائف بشكل حاد في تشرين الثاني ما يؤكد تباطؤ النمو ويزيد الضغط على الكونغرس للتصويت على خطة جديدة للدعم الاقتصادي. والوقت يدهم إذ إن العديد من المساعدات للعاطلين عن العمل والعائلات تنتهي مدّتها في 26 كانون الأول.
وفي وقت يرخي الوباء بثقله على النمو والنفقات العامة، فرضت الأرجنتين ضربية استثنائية على الثروات الكبيرة تعني حوالى 12 ألف شخص، بهدف مساعدة الأشخاص الأشدّ حاجة والشركات الصغيرة.
وفي روسيا، توقع كبير أطباء مستشفى رقم 15 بموسكو، فاليري فيتشوركو، إمكانية أن تبدأ جائحة فيروس كورونا في البلاد بالتراجع أواخر العام المقبل.
وفي تصريحات لبرنامج “أخبار الأسبوع” الذي بثته قناة “روسيا 1” التلفزيونية، اليوم الأحد، قال فيتشوركو: “مع حلول صيف العام 2021، سنشهد انخفاض شراسة (الجائحة)، بحسب رأيي، لأننا سنكون قد بدأنا عملية التطعيم وبالتالي سيصبح جزء لا يستهان به من السكان قد تعرفوا على الفيروس، وأتوقع تراجع عدوى كورونا مع نهاية العام 2021”.
وبحسب المعطيات الرسمية، فقد سجلت روسيا، منذ بداية الجائحة وحتى اليوم الأحد،، 2460770 إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينها 1937738 حالة شفاء و43141 حالة وفاة.